العمائر في العصر المملوكي

اقرأ في هذا المقال


خانقاه برقوق وابنه فرج في مقابر المماليك:

وهذه الخانقاه واحدة من مجموعة معمارية أنشئت في القرافة؛ لخدمة أغراض متنوعة منها المسجد والخانقاه وضريح الملك الظاهر برقوق، وتم البناء على يد ابنه الناصر فرج سنة 813 هجري، وهي تقع في الجزء الغربي من قرافة المماليك والتخطيط متعامد متقاطع في شكل صليبية، إذ يتوسطه صحن مربع تحيط به أربعة أواوين أكبرها إيوان القبلة.

كما أنه يتكون من ثلاث بلاطات والإيوان المقابل له من بلاطتين والإيوانان الجانبيات من بلاطة واحدة، وتحيط بالصحن العقود المدببة المحمولة على مثلثات كروية ويكتنف إيوان الصلاة غرفتان مربعتان؛ الشرقية منها هي مدفن برقوق وابنه فرج والمقابلة لها مدفن سيدات الأسرة.

أما عن خلوات الخانقاه أو غرفها فتقع خلف الإيوانين الجانبيين، والمدخل الرئيسي مغطى بطاقية محمولة على مقرنصات، وفي الواجهة الشمالية الغربية مئذنتان من ثلاث طبقات، سفلية مربعة ووسطى أسطوانية وعلوية مفرغة بأعمدة، أما المنبر الحجري فهو من إنشاء قايتباي سنة 888 هجري.

الأضرحة المملوكية:

لما كانت العلاقة وثيقة بين الضريح والمسجد والمدرسة، حيث أنها مثلت طراز العمارة الدينية، وقد أصبحت الأضرحة (جبانات) كبرى وصارت من أروع مدن الموتى كما يقول كونل، ولقد كانت جبانات القاهرة المعروفة بالقرافة اسم علم على مقابر القاهرة فقط عبر العالم الإسلامي، وقد كانت مدناً للأحياء كما هي للأموات كما يقول ابن جبير.

حيث إن الضريح كان يؤدي الخدمات باحتوائه على بيت صلاة ومدرسة أو خانقاه، حيث تقدم العلم والمسكن والطعام للطلبة والمريدين والتلاميذ الصوفية، كما كان السبيل يقوم بسقاية الماء البارد للزوار في الصحراء البعيدة عن النيل، بل إن القرافة أصبحت مركزاً علمياً وثقافياً يشد الوافدين إليه، ولعل اهتمام الأتراك بالحياة الآخرة شابه اهتمام الفراعنة -مع اختلاف المعتقد- كما أصبح الضريح يكنى عنه بالقبة؛ لأنها أصبحت الأساس المعماري للضريح، وأصبحت تبنى بالحجر بدلاً من الآجر، ومن أبدع القباب الحجرية قبة خانقاه برسباي بالقرافة الشرقية، والتي تظهر فيها عظمة القباب المملوكي.

وكذلك قبة ضريح قايتباي المحمولة على مقرنصات، كما زهت كثير من القباب بزخارفها البديعة، كما في واجهة ضريح قلاوون الذي بني عام 683 هجري الجميلة، والتي تخترقها النوافذ المشبكة بأعمال الجص والمحاطة بإطار من الأفاريز المتتالية من الزخرفة العربية (التوريق أو الأرابسك) المتقنة.


شارك المقالة: