خصائص العمارة الإسلامية اليمنية:
تنوعت وتعددت المنشآت المعمارية خلال العصر الإسلامي في اليمن، تبعاً لأغراضها الدينية والمدينة والحربية، ومن المعروف أن العمائر الإسلامية تشمل أبنية عديدة تخدم أغراض مختلفة، منها ما هو ديني كالجوامع والمدارس والخوانق والتكايا والأضرحة والأسبلة وغيرها، ومنها ما هو مدني كالقصور والمنازل والخانات والوكالات.
وقد بقي في اليمن بعض من هذه المنشآت الإسلامية خاصة في مدينة صنعاء، مثل البيمارستانات (المستشفيات) والأسواق والحمامات وغيرها من المنشآت ذات الأغراض المدنية، أما المنشآت الحربية والدفاعية فقد تفوق في بنائها المعمار خلال العصر الإسلامي، وكان لليمن في هذا النوع من المنشآت إسهام واضح، فلا تزال القلاع اليمنية باقية أعلى قمم الجبال، وقد وهبتها طبيعة التضاريس في بلاد اليمن خاصية دفاعية قليل لا توجد في بلاد إسلامية آخرى.
نظراً للإرتفاع الشاهق في المرتفاعات الجبلية في اليمن تميزت القلاع بمناعتها وصلابتها ولها تاريخ مشهود في هذا الصدد، كما لا تزال أسوار وأبواب المدينة القديمة باقية كما في مدينة صنعاء وزبيد وصعدة وغيرها من المدن اليمنية القديمة.
وفي الواقع فإن العمائر الدينية كثير ومتنوعة في بلاد اليمن، وهي جديرة بالبحث والدراسة، فهي تشمل الجوامع والمساجد والمدارس والقباب والأربطة والكتاتيب والأسبلة وغيرها.
الفن الإسلامي في اليمن:
وآكبت اليمن في مسيرتها الحضارية الفن الإسلامي منذ نشأته ومراحل تطوره خلال الفترات الزمنية المتلاحقة في العصر الإسلامي، كما أن مواكبة اليمن للفنون الإسلامية بمجاليّها العمارة والفنون الزخرفية لم يأت من فراغ، وإنما هو امتداد للمسيرة الحضارية في عصور ما قبل الإسلام مع اختلاف الشكل والمضمون، وذلك لأنه من المعروف أن العمق الحضاري لليمن في عصور ما قبل الإسلام.
ومن المعروف أن الفن الإسلامي قد اعتمد في نشآته على الفنين الساساني والبيزنطي وذلك في معظم البلاد المفتوحة، والتي كانت تتبع من الناحية السياسية الدولتين الكبيرتين الساسانية والبيزنطية، وكان لكل منهما فن متميز ترك تأثيره الفني على شعوب هذه البلاد، وظهر في منتجاتها في مجال العمارة والفنون.
كما أن الفن الإسلامي أخذ في التكوين منذ القرن الأول الهجري في البلاد الإسلامية، كما أخذ الفن الإسلامي التطور السريع في البلاد اليمنية القديمة خلال القرن الثاني الهجري، كما قطع شوطاً كبيراً في النضوج والإكتمال.