العمارة الحربية في الجزيرة العربية في العصر العثماني - قصور وقلاع

اقرأ في هذا المقال


اهتمت الدولة العثمانية اهتماماً كبيراً بحماية المقدسات الإسلامية وتأمين حجاج بيت الله الحرام، فعمدت إلى إنشاء القلاع والحصون على طول طرق الحجيج لتصبح محطات لراحة قوافل الحجاج ومراكز لتخزين المؤن والمياه والتي تحتاجها تلك القوافل، وفي ذات الوقت استخدمت كمراكز للحفاظ على الأمن وقمع غارا العربان على قوافل الحجيج، كذلك عملت على تأمين الثغور وتزويدها بالوسائل اللازمة التي تكفل منع استخدامها معبراً لمهاجمة تلك الأراضي المقدسة، فعملت على تخطيط المدن وإحاطتها بالأسوار ذات البوابات.
كذلك إنشاء الحصون والقصور المحصنة فضلاً عن تشييد أبراج المراقبة وجميع تلك المنشآت زودت بالوسائل الدفاعية الكافية لكبح جماع المغيرين.

خصائص العمارة الحربية في شبة الجزيرة العربية في العهد العثماني:

وقد شكلت البلاد التي تقع تحت الحكم العثماني معظم مدن الجزيرة العربية، كما أن بعض هذه البلاد قد خلا من عمائر حربية تعود إلى هذه الفترة مثل الكويت، وبذلك فإن أي دراسة تعود إلى العمائر في تلك الفترة ستشمل ما شيد في كل من المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عمان ودول الخليج في ظل السلطان الفعلي للعثمانين في المملكة السعودية واليمن، وسلطان العثمانين الأسمى على دول الخليج وسلطنة عمان، حيث ترك العثمانين هذه البلاد يحكمها أبناؤها المحليون.
تحتفظ المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج بعدد من القلاع التي شيدت في العصر العثماني والتي خصص بعضها كمحطات تزويد للحجاج بدرب الحج المصري والشامي والبعض الآخر خصص للدفاع والحراسة فقط وبعضها لإدارة شؤون البلاد.

قلاع درب الحج المصري في العهد العثماني:

شيد العثمانيون بطريق المصري عدة قلاع مثل: المويلح، الوجه، ينبع، كما قاموا بتجديد القلاع المملوكية التي يضمها هذا الطريق مثل طريق ضبا والأزنم وجميعها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، هذا وقد يأتي حرص العثمانيين على ذلك استكمالاً لما كان يقوم به المماليك من حماية المقدسات الإسلامية وأراضي المسلمين، كذلك حماية ركب الحجاج من أخطار البدو القاطنين حول هذا الطريق وتقديم الخدمات له.
وقد اختصت هذه القلاع بحفظ ودائع الحجاج، كما توفر الماء لهم وكذلك تقديم الطعام، بالإضافة إلى هذا الدور فقد أدت تلك القلاع دوراً دفاعياً هاماً ضد الاعتداءات الأجنبية المتمثلة في هجوم البرتغاليين على البحر الأحمر لتحقيق أهدافهم الاقتصادية.


شارك المقالة: