وجد المغرب الإسلامي في بلاد البربر وفي الأندلس تقليداً في التحصين يرجع إلى العصر التأخر للإمبراطورية الرومانية، ويرجع في بلاد تونس إلى الوقت الذي رد فيه يوستنيانوس هذه البلاد إلى الحكم البيزنطي.
خصائص العمارة الحربية في المغرب الإسلامي
وكانت هذه التحصينات كثيرة ولم يكن لها رغم بساطة قسماتها خطة مطردة، كما كان الشأن في معسكرات الرومانيين باستثناء القلعة الصغيرة نوعاً ما التي كانت تقام فوق السهول، والتي كانوا غالباً ما يوائمون بينها وبين معالم المنطقة المراد حمايتها وطبيعة أرضها.
إذا لم يكن بناؤها مشتملاً على مواد سبق استعمالها بنيت من حشو متين بين كسوتين من الدبش وتسوى مداميكها أحياناً بالآجر، ويصل ارتفاع الحوائط الستارة في بعض الأحيان إلى عشرة اكتار وبها حواجز محصنة بمتاريس ذات مزاغل، وسمك الجدار كبير متوسطه 3 أمتار، وتقام الأبراج في جوا الجدران الستارة بحيث يكون بين البرج والآخر مرمى السهم، أي نحو عشرين متراً، وهي في الغالب شبه دائرية ما بين 5-6 امتار، وقل أن تكون مربعة أو مستطيلة.
وتقام في أغلب الأحيان على الجانب الخارجي من الأسوار، أما أبراج الأركان فكانت في كثير من الأحيان طوابي كبيرة مصمتة مصمتة القواعد بكل مها غرفة على الأقل للدفاع، وتعلو عن الجدار الستارة بطابق. وتضفي الأبواب إلى الداخل من حير الحصن بممر مستقيم له جانب مكشوف بين حجرتين مسقوفتين، وبذلك يتاح القضاء على أي خصم يشق طريقه إلى البناء، وتدعم الأبواب من الجانبين بأبراج ذات طبقات متعددة للدفاع.
وتؤدي الكتلة المتينة للمدخل الضخم نفسه إلى داخل الأسوار، وكانت أبواب لمدن في بعض الأحيان تعود إلى تلك المنشآت المأثورة عن الإمبراطورية الرمانية فتفتح عن ممرات ثنائية أو ثلاثية.
وصف العمارة الحربية في المغرب الإسلامي
ليس ثمة تحصينات فيما نعلم يمكن أن تكون قد أنشئت في الولايات الإسبانية على البحر المتوسط بعد أن أعاد يوستنيانوس فتحها، ولكن معرفتنا بالحصون البيزنطية في إفريقية جيدة جداً، ذلك أن خطط قلاع السهول أو القصور على حظ كبير جداً من اطراد الكل وتستعمل الإبر المربعة فحسب خارج الستارة وكانت ذات بروز ملحوظ وقاعدتها مصمتة دائماً.