العمارة العسكرية الإسلامية في سورية

اقرأ في هذا المقال


وصف العمارة العسكرية الإسلامية في سورية:

ترتبط العمارة العسكرية الإسلامية بالتاريخ السياسي ارتباطاً وثيقاً، فقد مرت سورية بتاريخ نضالي طويل ضد الغزاة وقد تفنن المسلمون في إنشاء تحصيناتهم لحماية دولتهم من هجمات الأعداء المتربصين، فبنوا على الحدود تحصينات أطلق عليها اسم الأربطة التي تمثل خط الدفاع المتقدم البلاد، ويغلب على تخطيطها الأشكال المستطيلة والجدران الحجرية المنتظمة المزودة بالأبراج الدفاعية، أما في الداخل فكان فناء واسعاً تحيط به غرف لسكن الجنود ومسجد ومرافق أخرى.
أما التحصينات التي أنشئت لحماية المدن فكانت تشمل الأسوار العالية المدعمة بالأبراج والمجهزة بمرامي السهام والكوى لقذم السوائل المحروقة، وجعلوا في نقاط متعدة من السور أبواباً محمكة الإغلاق يحيمها برجان أو تكون ضمن برج، ويعود ذلك لأهمية ونقاط القوة والضعف في السور.

خصائص العمارة العسكرية الإسلامية في سورية:

يعد السور أهم أبنية المدينة العسكرية ويتوقف شكله على الأرض التي يبنى عليها، والمدن السورية كدمشق وحلب وحماة والرقة أحيطت بأسوار منيعة وقوية، كانت درعاً للأمة العربية الإسلامية ضد أعدائها في القرون الماضية، كما قامت فيها قلاع إسلامية مثل قلاع دمشق وحلب وبصرى وشيزر، وقد بقيت أجزاء كبيرة من أسوار المدن السورية تعطي نماذج رائعة عن فن العمارة العسكرية أهمها سور دمشق وسور حلب وسور الرقة، هذه الأسوار تعود غالبية أقسمها للعهود لإسلامية.
لقد أحدث الأيوبيون تطوراً هاماً في الهندسة والفنون والأساليب المعمارية العسكرية، حيث تتميز عمائرهم بالبساطة والتقشف لكنها من ناحية أخرى تسمو بقوتها ومنعاتها وإتقان تخطيطها وبنائها، وكان الاعتماد كلياً على الحجر في العمارة واستخدامه بمقاييس كبيرة.
إن هذا التطور في العمارة يشاهد في الأسوار والقلاع والأبراج التي زاد ارتفاعها وحجمها الكبير وضخامة حجارتها، وقلاع دمشق وحلب وبصرى شواهد هامة لهذه العمارة المتطورة، وفي العهد المملوكي جرت إعادة ترميم هامة في أسوار المدن وقلاعها وأبواها، وقد أرخت هذه الأعمال لوحات كتابية حفظت نماذج منها في قلعة حلب وقلعة دمشق.
لكن أصيبت هذه العمارة العسكرية بإهمال كبير في العصر العثماني، حيث تم هدم أجزاء كثيرة من الأسوار، واقتحمت المساكن جدرانها الشاهقة وغيب الخندق المحيط بالسور في المدن، لذلك تراجعت العمارة العسكرية السورية الإسلامية في العهد العثماني.



شارك المقالة: