اقرأ في هذا المقال
المحاريب والمنابر في المساجد المسقوفة بأكثر من تسع قباب:
يمكن حصر المحاريب في هذه المساجد الكبيرة في ثلاثة أنواع:
الأول: المساجد التي زودت بمحاريب بسيطة التكوين والزخرفة، وهي الجامع القديم بواجهة أوجلة وجامع عبد الله بن أبي سرح وجامع قبيلة السبخة، وهما كذلك بواحة أوجلة وجامع الناقة بطرابلس ومسجد الشيخ أحمد بن محمد بن جحا بالخمس ومسجد الشيخ عبد الواحد الدوكالي بمسلاته وجامع الجمعة بمصراته، ومحاريب هذه الجوامع لها عقود نصف دائرية وبسيطة التصميم وخالية من الزخرفة.
الثانية: تشمل محاريب جامع محمد شائب العين وجامع درغوت وجامع خليل باشا، فهي أكبر حجماً وأكثر ارتفاعاً وعقودها نصف دائرية محمولة على أعمدة مستقلة وبها بعض الزخارف البسيطة.
الثالثة: تشمل محاريب جامع درنة وجامع سيدي عبد السلام الأسمر القديم بزليطن، وعقود هذه المحاريب من نوع حذوة الفرس المحمولة على أعمدة مستقلة، أحيطت هذه المحاريب بأطر عريضة وبارزة وتذكرنا بتلك المحاريب الواقعة في الجوامع التي شيدت في العصر الحفصي والعصر العثماني في تونس، واستمر نفس التصميم في بعض المحاريب بجوامع تونس التي شيدت في خمسينات القرن العشرين.
ولكون هذه الجوامع هي مساجد جامعة فقد زودت بمنابر من الحجر والبعض من الخشب وفي بعض الحالات شيدت المنابر من الرخام الملون والمطعم.
الصحن في المساجد المسقوفة بأكثر من تسع قباب:
تختلف الصحون في هذه المساجد من واحد لآخر، تتكون المجموعة المعمارية لجامع عبدالله بن أبي سرح بأوجلة من قاعة صلاة ومجموعة من الأضرحة المسقوفة بقباب ومصلى يحيطها سور خارجي، أغلب المساحة داخل السور مستعملة كمقبرة مفتوحة.
كما أن جامع الناقة هو الجامع الوحيد الذي يتكون في تصميمه العام من مسجد تقليدي (بيت صلاة مسقوق وصحن مكشوف) وأبعاد الصحن تساوي تقريباً أبعاد بيت الصلاة، يحيط بالصحن رواق من الجهات الأربعة.
كما أن أسقف هذه الأروقة مختلفة بعضها له أقبية برميلية متقاطعة والبعض له سقف مسطح، وهو في كل تفاصيله ومكوناته وترتيبه يذكرنا أيضاً بالجوامع الإسلامية الأولى ذات التخطيط التقليدي، كما يذكرنا أيضاً ببعض الجوامع العثمانية التي تتكون من قاعة صلاة وصحن مكشوف في وسطه نافورة، وملاحظة أخرى هي أن صحن هذا الجامع وضعه مقلوب.
