القياسات الهندسية في المعابد اليمنية

وصف القياسات الهندسية في المعابد اليمنية:

بلغت هندسة المعابد اليمنية القديمة أوج تطورها في عصر الازدهار الحضاري منذ الربع الأول من الألف الأول قبل الميلاد، حيث كان الاهتمام بتصميمها وعمارتها يتم بعناية فائقة ووفق مخطط هندسي مسبق كان يتم تنفيذه قبل البدء ببناء المعبد، وذلك وفق نظام للنسب، حيث كان يتم ذلك عن طريق استخدام طريقة الشبكة التي تقوم على مد الحبال وتثبيتها بأوتاد على الأرض في منطقة العمل لتوضيح حدود البناء وتفاصيله.
وقد جاءت تلك العملية بعد تطور مر بعدة مراحل حتى وصل إلى مرحلة النضج في عصر ازدهار الممالك اليمنية القديمة، حيث وصلت العمارة اليمنية القديمة إلى مرحلة الكمال في التشكيل العام والاهتمام بالتفاصيل الصغرى، كما وجدت تكرار للتناسبات للتسامي بالعلاقة المعمارية في البناء والوصول بها إلى مرحلة الإتقان.
وقد تبلور توزيع المساحات والقياسات بشكل واضح في المعابد المستطيلة بشكل عام بخلاف المجمعات الشعائرية غير المنتظمة، حيث ظهر أن العلاقة بين القياسات فيها تكاد تكون معدومة بسبب طبيعة تصميمها القائم على المساحات مختلفة القياسات وعدم وجود التنظيم بين المباني للقيام بوظائقها الخاصة.

خصائص القياسات الهندسية في المعابد اليمنية:

كان تصميم المعابد والعمارة بشكل عام وقياس مساحاتها يعتمد على التماثل والتناسب الذي كان يعتمد على النسب التشريحية لجسم الإنسان والعلاقة بين أطوال أعضاءه بالنسبة لطوله بالكامل، وقد انعكست تلك النسب على العمارة والعلاقة بين أجزاء البناء، وكان يتم استخدام جزء معين من البناء كوحدة قياس أساسية للبناء بالكامل.
وفي المعابد اليمنية القديمة استخدم نظام معين للتناسب والقياسات، فهنالك قياسات معينة يظهر أنها انقسامات لقياس أكبر وبالتحديد فيما يتعلق بتصميم الفناء أو الساحة (Hypeathral) الذي تم على أساس هندسي، واعتمد ذلك على مربع أو مستطيل متناسب، خاصة ما يسمى بالمستطيل الذهبي.
ومن خلال دراسة وحدة القياس المستخدمة في توزيع المساحات في المعابد اليمنية القديمة اتضح وجود وحدتين للقياس استخدمتا في العالم القديم، وهما الذراع الملكي المصري والقدم الروماني الذي يساوي 0.295 متراً، وتبلور استخدامها بشكل دقيق منذ بداية النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.
وقد استخدمت التناسبات ووحدات القياس في المعابد اليمنية القديمة، وخاصة الذراع الملكي المصري، ففي معبد أوام في مملكة سبأ بلغت قياسات المبنى المستطيل 200*71 ذراع ملكي ومساحة الفناء 13 ذراع، كذلك كانت قاعة المدخل لمعبد أوام 46*37 ذراع.