المباني الإسلامية المعاصرة في بلاد الشام

اقرأ في هذا المقال


خصائص المباني الإسلامية المعاصرة:

نجد أن المباني الإسلامية المعاصرة في العالم الإسلامي فقدت جزء كببير من أصالتها وأصبح التركيز الأكبر لديها هو الزخرفة الخارجية، كذلك أصبحت بعيدة عن البيئة والعمارة التقليدية، حيث أصبح تصميم البيوت والشقق مفتوحة ومتجهة للخارج بدلاً من الداخل، إذا أصبحت لا تراعي الخصوصية التي كانت من أهم الأولويات في العمارة الإسلامية ولم تراعي هذه المباني حقوق الجار، وكذلك لم تراعي الملائمة الدينية والاجتماعية والبيئية، حيث تسببت هذه التصماميم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية وفي زيادة التفكك الأسري.
إن العمارة المعاصرة والحديثة أحدثت الكثير من المشاكل في النواحي الاجتماعية، لذلك أثرت بشكل سلبي بدلاً من الإيجابي على المجتمع الإسلامي، فعلى سبيل المثال أصبحت البيوت مفتوحة للخارج ولا تضم الفناء الداخلي الخاص، فأصبح كل من الآخر يرى بعضه البعض ولا يتمتع بالخصوصية، وللحصول على هذه الخصوصية يتحتم على الشخص إغلاق النوافذ والستائر، بحيث يحرم الساكنين التهوية الطبيعية والإضاءة والإحساس بالجو الخارجي.

المساكن الإسلامية المعاصرة أثرها على الأفراد في بلاد الشام:

كما كان لهذا الشئ أثر كبير على نشوء الفتيات والفتيان في المجتمع، كذلك لم تراعي العمارة المعاصرة حقوق المرأة المسلمة في النظر والاستمتاع بالجو الخارجي والطبيعي، كما هو الحال بالنسبة للرجل الذي بيقى أغلب الوقت خارج المنزل، ومن المفروض أن تكون المرأة والأطفال هم المحاور الرئيسية لتصميم المنازل، والمفروض تلبية احتياجتهم أولاً.
أما بالنسبة للأطفال فحدث ولا حرج حيث أنهم فقدو الإحساس بالأمان داخل العمائر السكنية؛ نظراً لأن هذه المساكن لم توفر لهم الأماكن الملائمة للعب وممارسة الأنشطة المختلفة، وكثير من النظريات المعمارية والاتجاهات حاولت حل هذه المشاكل إلا أنها تواجه مشاكل كثيرة عند تطبيقها.
والكثير من الأمور التي تتسم بها العمارة المعاصرة، بحيث أصبحت لا تلائم حياة المجتمع الإسلامية والتي أعطت الأهمية الكبرى للآلة على حساب حياة الإنسان، وأصبحت تتبع الهوى المعماري والتصاميم الحديثة وكل ذلك كان على حساب نواميس الكون الثلاثة للشخص الإنساني ألا وهي الروح والعقل والجسد، لذلك أسهمت العمارة الحديثة في بلاد الشام وغيرها من البلاد المسلمة في تمزيق الروابط الاجتماعية وعدم تطبيق التعاليم الإسلامية.


شارك المقالة: