خصائص المدرسة الجقمقية في دمشق:
تقع المدرسة الجقمقية بجوار الجامع الأموي في مدينة دمشق، كذلك تقع إلى جانب تربة صلاح الدين، بنيت المدرسة من قبل نائب الشام الأمير سيف الدين جقمق عام 822 هجري/ 1419 ميلادي، وتم بناء هذه المدرسة لتكون تربة وخانقاه له ولوالدته، بناء المدرسة لم يكتمل إلا سنة 824 هجري/ 1412 ميلادي، حيث نص على ذلك كتابة تاريخية وجدت على باب المدرسة وواجهتها، كما تعد المدرسة من أجمل مدراس العصر المملوكي.
تم تعيين مدرسين لتلك المدرسة وأوقافاً عديدة، حيث أصبحت المدرسة مكاناً للتعليم في دمشق وبقيت إلى وقت قريب، ولكن في أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1941 ميلادي أصابتها إحدى الطائرات المغيرة على دمشق فتهدم جزء كبير من المدرسة، بعد ذلك تم ترميمها وجعلت مقراً لمتحف الخط العربي في عام 1972 ميلادي.
التصميم المعماري للمدرسة الجقمقية في دمشق:
تعد المدرسة الجقمقية في دمشق من أجمل المدراس الإسلامية وأهمها، حيث تميزت المدرسة بزخرفتها وتصميمها الرائع، حيث كانت تتمتع بمميزات فن المماليك في العمارة، وذلك من حيث الزخرفة وهندسة البناء، حيث كان تصميمها يتبع نظام التعامد.
كما احتوت المدرسة على صحن في وسطه بركة ماء، حيث كان يحيط به أواوين قائمة على أعمدة ضخمة ذات تيجان منحوته وفوقها أقواس، تحمل قناطر صغيرة مزدوجة مفصولة بزخارف جميلة ليستند عليها السقف، كما يوجد فيها تربة في ركن الزاوية الشمالية الشرقية، يعلوها قبة محمولة على أربعة أقواس تغطي زواياها المقرنصات.
أما المصلى يعد أهم أقسام المدرسة، حيث كان يستخدم للتدريس والصلاة، يتوسط جدارها القبلي محراب رخامي جميل ونادر، كما كانت جدران المصلى والتربة مزخرفة بزخارف جميلة جداً، حيث كانت هذه الزخارف المختلفة محفورة ومطعمة ومنقوشة بطريقة رائعة ووجدت أيضاً كتابات جميلة ملونة.
كما احتوت المدرسة الجقمقية في دمشق على جهتان مبنيتان بالأحجار الملونة والأشرطة الكتابية، الواجهة الأولى شمالية، تحتوي الواجهة الأولى على المدخل الرئيسي للمدرسة والمدخل مرتفع تعلوها المقرنصات بديعة ونص قبة مضلعة، أما الواجهة الثانية فهي الجهة الشرقية، تحتوي على صف عرض من الكتابة تمتد على كل جهة كما تزينها المقرنصات الجميلة.