خصائص المدرسة السلطانية في حلب:
تقع المدرسة السلطانية اتجاه باب قلعة حلب في الجمهورية العربية السورية، وتنسب إلى سلطان حلب الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي، حيث تعد من أهم وأروع الآثار الإسلامية، حيث ترجع في بنائها إلى العصر الأيوبي وتعد من أجمل ما خلفه العهد الأيوبي.
بدأ الملك الظاهر غازي بإنشاء المدرسة ولكنه توفي قبل أن يتم إكمال بناؤها وذلك في سنة 613 هجري/ 1216 ميلادي، بعد ذلك تولى إتمام عملية البناء شهاب الدين طغرل في عام 620 هجري/ 1223 ميلادي، وهذا التاريخ كان مثبت على لوحة كتابية مثبته فوق بابها، وتم إنشاء هذه المدرسة لتدريس المذهبين الحنفي والشافعي.
التصميم المعمارية لمدرسة السلطانية حلب:
يوجد فوق باب المدرسة مئذنة قصيرة، كما يوجد غرف صغيرة رممت في وقت قريب على يسار ويمين الباب، أما من حيث التخطيط المعماري فالمدرسة تحتوي على صحن مستطيل الشكل، تبلغ أبعاد هذا الصحن 19.70 * 16.80 متر، كما يتوسط الصحن بركة مستطيلة الشكل، كما يحيط بالصحن عدة مباني تختلف عن بعضها من حيث تصميها المعماري وشكل بنائها وضخامتها.
يوجد المدخل الرئيسي للمدرسة في الجهة الشمالية، كما يوجد مقابل المدخل مسجد، كما أن حرم المدرسة كان عبارة عن غرفة ذات شكل مربع مسقوفة بقبة مميزة جداً، كما يحتوي حرم المسجد على محارب يعد من المحاريب النادرة من حيث تركيب المحراب ونوعية الرخام، وتم زخرفت المحارب بأنواع عديدة من الحجارة والرخام، كما احتوى على أعمال نحت دقيقة جداً، وكذلك احتوى على أعمدة ذات تيجان كورنثية مصنوعة من الرخام تقوم على جانبي المحراب.
وتُعد محارب هذا المسجد من سلسلة المحاريب الحلبية التي تعود إلى نفس العصر والأسلوب كمحراب الفردوس وجامع الرومي، كما وجد ضريح يتصل بالحرم، يحتوي هذا الضريح على أربعة قبور أحدهما قبر الملك الظاهر غازي، أما من حيث تصميم هذا الضريح فهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل طول ضلعها 4.85 ميلادي ويعلوه قبة مميزة جداً.
كما احتوت المدرسة على مساكن للطلاب والتي تنقسم إلى مجموعتين يفصل بينهما الباب الرئيسي، كل قسم يختص لطلاب المذهبين الحنفي والشافعي، ويتم الصعود لكل قسم عن طريق أدراج في الزاويتين الشمالية الغربية والشرقية.
