تعريف المدافن في العمارة الإسلامية:
القبة هي كلمة مرادفة في البناء الإسلامي لكلمة تربة أو مدفن أو ضريح، وقد شاع في هذا الإنشاء التغطية بالقباب (Dome)، وقد استعملت كلمة تربة للدلالة على المدفن في العصر العثماني، كما أطلقت كلمة مشهد على كل بناء تذكاري أعد لدفن الشهداء أو أهل البيت، وهو في العادة مكان للزيارة لعديد من الناس والأتباع.
وفي المناطق التي تسكنها أغلبية شعبية أطلق على المدفن مدفن الأولياء، أما في البلاد التي تتحدث اللغة العربية فقد أطلق اصطلاح مقام على مكان دفن الأولياء والشيوخ والأنبياء، وفي المغرب استعملت كلمة مربوط للدلة على المدفن.
تصميم المدافن في العمارة الإسلامية:
أقيمت القبة فوق المدفن بعد ظهور الإسلام بفترة طويلة، ويرجع ذلك لتعارضه مع العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ويعتقد أن بناء الأضرحة على القبور يذكر بالمباني التي كانت مخصصة لعبادة الأوثان في العصر الجاهلي، وخوفاً من أن تصبح هذه الأماكن مزاراً ويعظم أصحابها، ابتعد المسلمون أول الأمر عن بناء الأضرحة فوق القبور.
والشكل الأصلي للمدفن عبارة عن صالة مربعة مغطاة بقبة، ولتحويل المسقط المربع إلى دائرة عملت منطقة انتقال مثمنة المسقط، فتطورت خلال العصور الإسلامية وتعددت أشكالها في البلاد الإسلامية باستعمال الحنايا الركنية أو المثلثات الكروية أو الاثنين معاً، مع تشكيل هذه الأسطح بالمقرنصات في بعض الأحيان.
أما السطح الخارجي للقبة فقد استعملت به الزخارف الجبصية عند البناء بالطوب، كما أنه في إيران وتركستان وبعض مباني الأناضول شاع استعمال البلاطات المزججة (بورسلان) والطوب المزجج في عمل الزخارف، أما في حالة استعمال الحجارة كما هو الحال في العمارة المملوكية في كل من مصر وسوريا، فقد استعملت الزخارف الهندسية أو النباتية أو تشكيل مشترك من الاثنين.
وأقدم المدافن الإسلامية ذات القباب التي لا زالت قائمة حتى الآن هو مدفن الخليفة المنتصر المتوفي عام 862 ميلادي، والمقام على قبره في سامراء والمعروف باسم القبة الصليبية، ويغطي الفراغ الأوسط منه قبة ذات قطاع مدبب، وقد أقامتها له أمه الرومية الأصل.
وقد استمر إنشاء القبة فوق القبور بعذ ذلك في أماكن وسنوات متباعدة من العمارة الإسلامية، ويغلب الظن أن تصور السماء بالقبة تدعمه بعض التفسيرات الخاصة بآيات من الذكر الحكيم، حيث أقرب تصور للسقف المرفوع بدون أعمدة هو القبلة.