كان أول تأثير للطائرات المروحية على العمليات العسكرية خلال الحرب الكورية التي نشأت في فيتنام، حيث قامت طائرات المروحية بإرسال وحدات مشاة متحركة جوًا وإجلاء الضحايا وسحب المدفعية والذخيرة وإنقاذ الطيارين وعملت كمركبة هجوم أرضي، كما وأصبحت طائرات المروحية آلات تشغيلية خطيرة بعد أن قام المصنعون الأمريكيون بتزويدها بمحركات توربينية غازية، والتي كانت أقل حساسية بكثير من المحركات المكبسية لدرجات الحرارة المرتفعة وكثافة الغلاف الجوي المنخفضة، ولديها نسب طاقة إلى وزن أكبر بكثير بمساحة أقل.
تصنيفات الطائرات المروحية العسكرية
يتم تصنيف طائرات المروحية العسكرية الأمريكية على أساس الغرض الذي تستخدم من أجله بشكل عام، هناك 7 أنواع من المروحيات العسكرية:
أولًا: المروحيات الهجومية
يعتبر هذا النوع من طائرات الهليكوبتر العسكرية الأكثر فتكًا، وهي مصممة للاشتباك مع أهداف العدو على الأرض، لذلك فهي مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة مثل السيارات والمدافع الرشاشة والصواريخ وما إلى ذلك، وهي تشبه الطائرات المقاتلة الهجومية الأرضية، لكنها يمكن أن تطير لفترة أطول وأقرب إلى الأرض.
كانت الدعامة الأساسية للوحدات الهجومية للجيش الأمريكي في فيتنام هي (Bell UH-1 Iroquois)، المعروفة شعبياً باسم (Huey)، وفي وقت مبكر من عام 1962، كان طيارو الجيش يضيفون قاذفات قنابل آلية 40 ملم محمولة على برج ومنصات صواريخ محمولة على زلاقات ومدافع رشاشة 7.62 ملم قابلة للقذف عن بعد.
وأدت هذه التجارب التي أثبتت فعاليتها في دعم العمليات الهجومية بالطائرات المروحية إلى نشر (AH-1G HueyCobra) في عام 1967 كأول طائرة مروحية حربية مصممة لهذا الغرض، ومع مقعد لطيارها يكون جالس خلف المدفع أو فوقه، وكانت (HueyCobra) رائدة في تكوين قمرة القيادة الترادفية لهذه الطائرة الهجومية المستقبلية.
مروحية هجومية سوفيتية من طراز Mi-24 Hind
بعد حرب فيتنام، انتقلت الصدارة في تصميم السفن الحربية إلى الاتحاد السوفيتي، الذي أرسل في الحرب الأفغانية في الثمانينيات (Mi-24 Hind)، وهي أسرع طائرة مروحية حربية وربما أكثرها قدرة في ذلك الوقت، وكان الدور الأساسي للهند هو مهاجمة العربات المدرعة، ولهذه الغاية تم تركيب صواريخ موجهة مضادة للدبابات على أجنحة ناتئة من جسم الطائرة.
بالإضافة إلى تكوين قمرة القيادة المكونة من شخصين في (HueyCobra)، وكان لديها مساحة صغيرة للركاب والبضائع، مما أعطاها قدرة محدودة على نقل القوات وفي وقت لاحق، أنتج السوفييت (Mi-28 Havoc)، وهي منافسة للهند، مع عدم وجود مكان للركاب حيث أنها فقط كانت مجرد طائرة حربية.
خلِفت (HueyCobra) طائرة (McDonnell Douglas AH-64 Apache)، وهي طائرة هليكوبتر شديدة التسليح مضادة للدروع مع سرعة ومدى أقل من (Hind)، ولكن مع أنظمة ملاحة متطورة ونظام للتحكم الإلكتروني في الحركة وأنظمة للتحكم في الحرائق، كما بدأ تشغيل طائرة أباتشي في عام 1986 وأثبتت فعاليتها العالية في حرب الخليج الفارسي (1990-1991).
مروحيات سلاح الفرسان الجوي
تتألف مهام سلاح الفرسان الجوي عادةً من إجراء استطلاع مرئي لمواقع العدو باستخدام عدة مروحيات استكشافية وطائرات هليكوبتر حربية، ثم نقل فصيلة من المشاة تم تخصيصها لوحدة سلاح الفرسان الجوي إلى المعركة ضد العدو، حيث قدمت طائرات هليكوبتر أخرى تابعة لسلاح الفرسان الدعم الناري إلى الفصيلة المهاجمة.
مثلما قدمت شركات طائرات الهليكوبتر الهجومية الدعم للوحدات الأرضية أثناء عمليات الهجوم القتالية، حيث يمكن لسلاح الفرسان الجوي أيضًا جلب وحدات قتالية أكبر إلى المعركة إذا لزم الأمر، وأيضًا مع هذه المهمات، عملت فرق سلاح الفرسان الجوية بوظائف استطلاع عامة وتقييم جوي لأضرار القنابل.
يتألف سرب سلاح الفرسان النموذجي من ثلاثة من قوات سلاح الفرسان الجوي (ACTs) وقوات المقر، حيث احتوت قوات سلاح الفرسان الجوي على فصيلة من ستة إلى ثمانية جنود محمولة في طائرات هليكوبتر اطلق عليها اسم (Slicks) (مروحيات Bell UH-1 Iroquois أو Huey)، وفصيلة من ثماني أو تسع طائرات هليكوبتر حربية تعرف باسم كوبرا (مروحيات Bell AH-1 Cobra )، وكان لدى كل قوات سلاح الفرسان الجوي أيضًا فصيلة استكشافية مكونة من ثماني أو تسع طائرات هليكوبتر للمراقبة الخفيفة، تسمى عادةً (Loaches) (مروحيات Hughes OH-6 Cayuse).
كانت أول وحدة سلاح فرسان جوية في فيتنام هي فرقة الفرسان الجوية الأولى، في عام 1965 وكان ما مجموعه خمسة أسراب من سلاح الفرسان الجوي تعمل في فيتنام، بما في ذلك السرب الأول المشهور وسلاح الفرسان التاسع من فرقة الفرسان الجوية الأولى، بالإضافة إلى ذلك خدم ما يقرب من 20 من قوات سلاح الفرسان الجوي كجزء من وحدات المشاة وسلاح الفرسان والوحدات الميكانيكية المختلفة، وغادر آخر سلاح فرسان جوي فيتنام في أوائل عام 1973.
ثانيًا: مروحيات النقل
غالبًا ما يشار إلى هذا النوع من طائرات الهليكوبتر العسكرية باسم مروحية الشحن في جوهرها، هي العمود لتسليم القوات أثناء المهمات والعمليات، بالإضافة إلى ذلك تنشر القوات، كما إنها تتحرك ذهابًا وإيابًا بين الخطوط الأمامية والقواعد.
ثالثًا: مروحيات الخدمات
تم تصميم هذا النوع من طائرات الهليكوبتر ليكون لها قدرات متعددة المهام، مثل الهجوم الجوي والنقل والبحث والإنقاذ والإخلاء الطبي والقيادة والسيطرة والمراقبة، ومن بين جميع أنواع طائرات الهليكوبتر العسكرية، فهي الأكثر شيوعًا.
رابعًا: مروحيات المراقبة
تم تصميم هذا النوع من طائرات المروحية لاكتشاف مواقع العدو ثم توجيه نيران المدفعية أو الضربات الجوية، وتحتوي على مقصورات قيادة كبيرة ومستديرة ومزججة جيدًا للطيارين للوصول إلى الرؤية دون عوائق، كما تم تجهيز المزيد من الطائرات المروحية العسكرية الحديثة للمراقبة بأنظمة اتصالات وأجهزة استشعار بصرية بالتفصيل.
يمكن أن تكون هناك كاميرات تلفزيونية منخفضة الإضاءة ورادارات تطلعية، مثل المروحيات المدرعة الأخرى، هذا النوع من طائرات الهليكوبتر يحتوي أيضًا على أسلحة للدفاع عن النفس وتدمير العدو، والأسلحة القياسية هي المدافع الآلية والمدافع الرشاشة والصواريخ والقنابل.
خامسًا: المروحيات البحرية
تم تكييف المروحيات على نطاق واسع للأدوار المضادة للغواصات، نظرًا لقدرتها على (غمس) أجهزة استشعار السونار في الماء لتحديد أهدافها وإطلاق طوربيدات ذاتية التوجيه لتدميرها، كما تعمل المروحيات المحمولة على متن السفن أيضًا كمنصات إطلاق للصواريخ المضادة للسفن وتستخدم لحمل رادارات الإنذار والمراقبة.
وعادة ما تشارك المعلومات مع السفن الأم من خلال إطلاق مشاعل منتجة للحرارة أو قشور لإرباك أنظمة توجيه الأشعة تحت الحمراء والرادار، أيضًا يمكن للطائرات المروحية البحرية أن تكون بمثابة أفخاخ للصواريخ المضادة للسفن.
ونظرًا لاستخدامها في العمليات البحرية، فإن المروحيات البحرية لديها طلاء مضاد للتآكل بالمياه المالحة وخزانات وقود إضافية وأنبوب تنفس للمحركات، وأدوات للغطس في البحر.
سادسًا: مروحيات البحث والإنقاذ
هذا النوع من طائرات الهليكوبتر يتم استخدامه للبحث عن الجرحى والقتلى وإنقاذهم، حيث تم استخدام هذا النوع لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، لكن تم تطويرها منذ ذلك الحين، حيث تمتلك مروحيات البحث والإنقاذ الحديثة إلكترونيات طيران وأنظمة رادار متقدمة لجعل تحديد الموقع أكثر كفاءة، خاصة في الظروف الجوية الصعبة والتضاريس الوعرة.
وفي نهاية ذلك فإنه عادة ما تكون مروحيات التدريب نوعًا من الطائرات المروحية الخفيفة، حيث تستخدم في المقام الأول لتدريب الطيارين وبالتالي، لديها ضوابط الطيران الأساسية، يمكن لطائرة هليكوبتر واحدة استيعاب طاقم مكون من شخصين.