وصف المزررات في الزخرفة الدمشقية:
المزررات عنصر زخرفي عربي ينفذ من حجارة مقصقصة الأطراف تدكك ببعضها البعض بتناوب متعاكس في الشكل، بمعنى أن الطرف البارز من الحجر يعشق بنظيره الطرف الغائر، وتعرف هذه العناصر البارزة والغائرة على ألسنة العامة بإسم (أثنى وذكر)، أما التناوب اللوني فيكون باستعمال حجر فاتح بجانب آخر داكن.
وهذا الأسلوب الزخرفي ما هو إلا شكل متطور من أشكال فقرات العقود والمداميك الحجرية، ومحاولة لكسر رتابة الحجارة المرصوفة جنباً إلى جنب، ومن الأسماء التي تطلق على المزررات: الفقرات المزررة والفقرات المعشقة، كما تعرف في مصر بالأسافين ومنها رخام مسفن.
أما تسمية مزرر فهي أقرب إلى المعسى وأدق مفهوماً، لأن أطراف الحجارة أو الرخام المقصقص تتدخل مع مقابلاتها كما يدخل الزر في العروة، لذلك اقترح أن تعتمد الكلمة الإنجليزية (Muzarrar) كما هي في العربية، خصوصاً وأن كلمتي المقرنص والأبلق يعتمدها الغرب كما هي في العربية.
ومن الأمثلة على المزررات في دمشق مدماك مزرر يعلو المدرسة الجقمقية من العهد المملوكي في حي الكلاسة بدمشق، وفي أعلاه شريط زخرفي مزرر بتموجات شاقولية وفوق الجميع شريط كتابي، كذلك حشوة مستديرة مزررة في جدار التربة المختارية من العهد المملوكي في حي بأول طريق الميدان وفي الأسفل منها شريط مزرر بتموجات شاقولية.
أشكال المزررات في المشيدات الدمشقية:
- فقرة حجرية مزررة: القطعة الحجرية المفردة ذات الطرفين المقصقصين وهي وحدة المزررات.
- مدماك مزرر: مجموعة من الفقرات الحجرية المزررة التي تحتوي على صفاً أو مدماكاً أقل طولاً من الشريط المزرر.
- شريط مزرر: عنصر تزيني من الفقرات المزررة يحيط عادة بواجهة البناء أو بأكثر من واجهة فيه، وينتشر هذا العنصر في معظم مشيدات دمشق التاريخية وله نموذجان: شريط مزرر بتموجات شاقولية، وشريط مزرر بتوريقات نباتية، أطراف مقصصة كأوراق النباتات وتشبه في أشكالها الشرفات المورقة.
- حشوة مستديرة مزررة: عنصر زخرفي مؤطر كامل الاستدارة، ينفذ من حجارة مقصقصة الأطراف تدكك ببعضها البعض كما هو الحال في الشريط المزرر، ويتناوب فيها اللونان الأبيض والأسود أو الأسود والترابي أو البني والترابي، وتتوسط هذه الحشوة على الغالب حلية القاشاني وفي حالات أقل رنك لأحد السلاطين أو نائبه أو لواحد من الأمراء.
