المساجد العثمانية ذات الوحدات الفراغية المسقوفة بأربع قباب

المسقط الأفقي والتقسيمات الفراغية:

مساجد هذه الفئة لا تختلف عن المساجد ذات الوحدة الفراغية الواحدة ذات القبة في أغلب المفردات والتفاصيل المعمارية، والتصميم المعماري لعدد كبير من المساجد في منطقة طرابلس وضواحيها يتكون من قاعة مربعة أو شبه مربعة مسقوفة بأربع قباب متساوية أبعاد هذه القاعة تتراوح بين (6 × 6 متر) إلى نحو (8.20×8.20 متر).

ومن ضمن هذه المجموعة تتشكل تنوعات لنفس التصميم المعماري لا تكمن الاختلافات بينها في تصميم الهيكل البنائي لبيت الصلاة المسقوف بأربعة قباب، ولكن في التكوين العام للمبنى الذي يشمل بالإضافة إلى بيت الصلاة عناصر معمارية أخرى مكملة.

ومثلما يعرف في المساجد ذات الوحدة الفراغية الواحدة من كونها تحتوي على صحن واحد، فإن بعض المساجد ذات الأربعة وحدات فراغية زودت كذلك بصحن مكشوف، وفي هذا الصحن الصغير المكشوف والمحدد بجدران منخفضة يوجد رواق أو رواقان الذي بدوره يشغله حمام ومراحيض وميضأة، كما يعرف أن الفراغ المتاح والمخصص للبناء يحدد فيما إذا كان المسجد سيزود بصحن مكشوف أم لا.

الملاح المعمارية لبيت الصلاة:

• الجدران والعقود: تفرض وتحتم القوانين المعمارية والبنائية الإنشائية أنه في كل ضلع من أضلاع مربع بيت الصلاة يوجد عقدان يشكلان جزءاً من الجدار ويبرزان بنحو 30 سم عن سطح الجدار من الداخل، هذا الترتيب البنائي الداخلي يعطينا نفس الانطباع الذي تعطيه المساجد العثمانية من كونها توحي بالاستقرار والثبات والقوة لبيت الصلاة.

• القبة ومنطقة الانتقال: مناطق الانتقال في القباب محمولة دائماً على شبكة من العقود تتكون من اثني عشر عقداً، اثنان على كل جانب وأربعة عقود تنتشر من العمود الذي يتوسط بيت الصلاة، وترتكز على الأربعة دعامات الساندة الملتصقة بالجدران الأربعة لبيت الصلاة.

كما تتكون منطقة الانتقال إما من حنايا ركنية أو مثلثات كروية، في بعض الأمثلة نشاهد حنايا صغيرة ذات عقود بارزة عن سطح الجدار في المحاور الأربعة لمنطقة الانتقال موضوعة بالتبادل مع الحنايا الركنية الأربعة، وهذا الترتيب والنسق المعماري يذكرنا بنفس الترتيب في بعض المساجد ذات القبة الواحدة مع وجود كرنيش يجري تحت منطقة الانتقال ويحددها، وهو ما نرى أمثلة منه في بعض المساجد ذات القباب الأربعة.