مسجد الجمعة بأصفهان:
الفن السلجوقي سليل العمارة الغزنوية، وهي دولة آل سبكتبن الخراسانية، إلا أن العمائر الغزنوية والسلجوقية دمرها التتار فلم يبق منها إلا القليل، ويعتبر مسجد الجمعة بأصفهان أهم تلك النماذج الباقية، حيث ترجع للعصر الذهبي للسلاجقة زمن السلطان ملكشاه ووزيره نظام الملك المتوفى 405 هجري، وينتمي لمساجد الجيل الأول التي بنيت على الطراز العربي ثم تطورت إلى النمط السامرائي ثم تحولت إلى السلجوقي.
وقد بني المسجد في عام 146 هجري، وذلك من قبل المنصور، كما أنه يتميز بأنه بني من الآجر وغطيت أروقته بأقبية نصف أسطوانية وتخطيطه عربي، حيث المصلى عبارة عن قاعة ذات أعمدة يتقدمها صحن وتحف به الأروقة والدعامات قصيرة الآجر بدون تيجان، وإنما تستقبل العقود المدببة على طبلية من الخشب.
والجامع الحالي كان يشغل مساحة مستطيل طوله 225×84 متر، ويشتمل على فناء واسح محاط بأروقة مسقوفة في اتجاه القبلة، وكان المصلى عبارة عن قاعة ذات أعمدة تقسمها إلى تسعة عشر رواقاً في العمق، وهو ست بلاطات معترضة (محاذية لجدار القبلة) وتحيط بالصحن ثلاثة أروقة، وفي عام 465 هجري جدده ملكشاه وظل بعده محتفظاً بطرازه السلجوقي الذي تميز بابتكار جديد، وهي الإيوان العالي المقبب الذي يتوسطه دعائم واجهة كل ضلع من أضلاع الصحن المكشوف.
كما يظهر بالواجهة طابقان ويتسع إيوان القبلة عن بقية الإيوانات الثلاثة، ويوجد خلف المدخل لمواجهة إيوان رواق القبلة إيوان مستطيل يظهر بأعلى جدرانه صف من الحنايا على هيئة عقود فارسية مدببة، ولقد استخدمت هذه الحنايا في تحويل المربع الموجود أسفل القبة التي شيدت عام 401 هجري إلى دائرة ويزخرف فيها شريط دائري من الكتابة الكوفية بالآجر البارز باسم نظام الدين وملكشاه.
جامع نور الدين في الموصل:
بناه نور الدين على دفعتين عام 593 هجري والثانية عام 566 هجري، وهو مشيد على دعائم مثمنة الشكل مما يوحى أنه كان مغطى بعدد القبيات أو الأقبية، ولعل فيه القبة الكبرى والقباب الصغرى -الأمر الذي سيكون سمة العمائر العثمانية بعد ذلك، والذي ربما يكون قد نشأ من القباب السلجوقية بفروعها الفارسي والعراقي والشامي والمصري والرومي، ولقد بقي من المسجد البلاط والقبلة وجدارها بما فيه المحراب الذي بني عام 543 هجري.