سلم المسافة الكونية:
المنظر هو درجة مهمة في سلم المسافة الكونية، من خلال قياس المسافات إلى عدد من النجوم القريبة، حيث تمكن علماء الفلك من إقامة علاقات بين لون النجم وسطوعه الداخلي أي السطوع الذي سيبدو عليه إذا نظر إليه من مسافة قياسية، ثم تصبح هذه النجوم “شموع قياسية”.
حيث إنه إذا كان النجم بعيدًا جدًا عن قياس المنظر فيمكن لعلماء الفلك مطابقة لونه وطيفه مع أحد الشموع القياسية وتحديد سطوعه الداخلي، بمقارنة هذا مع سطوعه الظاهر يمكننا الحصول على قياس جيد للمسافة من خلال تطبيق قاعدة (1 / r ^ 2).
كما تنص القاعدة (1 / r ^ 2) على أن السطوع الظاهر لمصدر الضوء يتناسب مع مربع المسافة، على سبيل المثال إذا قمت بعرض صورة قدم مربع واحد على الشاشة، ثم حركت جهاز العرض مرتين بعيدًا فستكون الصورة الجديدة قدمين × قدمين أو 4 أقدام مربعة، ينتشر الضوء على مساحة أكبر بأربع مرات وسيكون سطوعه ربع سطوعه فقط، وذلك عندما كان جهاز العرض على بعد نصف المسافة، وإذا قمت بتحريك جهاز العرض بعيدًا ثلاث مرات فسيغطي الضوء 9 أقدام مربعة ويظهر فقط بسطوع معين.
وإذا حدث أن نجمًا تم قياسه بهذه الطريقة، وكان جزءًا من مجموعة بعيدة فيمكننا افتراض أن كل هذه النجوم هي نفس المسافة ويمكننا إضافتها إلى مكتبة الشموع القياسية.
في عام 1989 أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) تلسكوبًا مداريًا يسمى (Hipparcos) (سمي على اسم Hipparchus)، حيث كان الغرض الرئيسي منه هو قياس المسافات النجمية باستخدام اختلاف المنظر بدقة 2-4 مللي ثانية (ماس) أو جزء من الألف من الثانية القوسية، وفقًا لموقعهم على الويب فقد حدد القمر الصناعي (Hipparcos) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أكثر من 100000 نجم أي 200 مرة أكثر دقة من أي وقت مضى، ” كما أن نتائجها متاحة في كتالوج يمكن البحث فيه على الإنترنت.
إن المهمة التي خلفت وكالة الفضاء الأوروبية إلى (Hipparcos) هي (Gaia) والتي تم إطلاقها في مدار حول الأرض في عام 2013، وتصفها وكالة الفضاء الأوروبية بأنها “مهمة طموحة لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد لمجرتنا درب التبانة في عملية تكشف عن التكوين وتطور المجرة، ” لقد حصل القمر الصناعي بالفعل على مسافات تصل إلى مليار نجم، أي حوالي 1٪ من جميع النجوم في مجرة درب التبانة وأنتج خرائط ثلاثية الأبعاد مذهلة.