عمارة المسجد ذو الطابع التقليدي العتيق

اقرأ في هذا المقال


لقد كان هذا المسجد من المباني الإسلامية المهمة، وقد تم إنجازه خارج جزيرة العرب، إن هذا البناء كان عبارة عن مساحة شاسعة مسورة ومستطيلة لها ضلعان متعامدان مع الخط الوهمي المستقيم الذي يربط بين موقعها وبين الكعبة، ويلاصق الجدار القبلي من السور رواق متعدد البلاطات، بينما تقوم صفوف من الأعمدة تقل عدداً في اتجاه متواز مع الجدران الثلاثة الأخرى من السور، ويوجد على أحد جوانب العمارة محل للوضوء وكثيراً ما يلاحظ المرء بركة تتوسط الصحن.

خصائص المسجد ذو الطابع التقليدي العتيق

إن هذا هو المسجد البدائي الذي نجد تصميمه متكرراً في كافة أرجاء الإمبراطورية الإسلامية طيلة القرون الستة الأولى للهجرة (من القرن السابع إلى القرن الثاني عشر للميلاد)، وكذلك طيلة القرون التالية.

وهنا يبرز سؤال هو: عن أي عمارة نشأ هذا التصميم إذاً؟ إن المسألة موضع خلاف كبير، فقد قيل أنه يشبه تصميم القاعات الفارسية القائمة سقوفها على صفوف من الأعمدة، وقيل أنه يشبه تصميم المباني القبطية، ولكن النية كانت متجهة قبل كل شيء، وهو اعتبار تصميم المسجد التقليدي العتيق كان نسخة ملائمة لتصميم بيت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة، حيث كان يوجد أيضاً فضاء مستطيل ومطوق بجدار القبلة مع سقيفة مكونة من جريد النخل وقائمة على جذوع من نفس الشجر وملاصقة لجانب الفناء المقابل للكعبة.

وصف المسجد ذو الطابع التقليدي العتيق

إن هذا التصميم قد أصاب نجاحاً منقطع النظير لسببين أساسيين، أولهما ذو طبيعية عاطفية؛ لأن التصميم كان بعيد إلى الأذهان لمنزل النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي كثيراً ما تؤم فيه الصلاة بأصحابه الكرام، وبغيرهم ممكن كانوا يقصدونه للزيارة أو لطلب النصح والاستشارة بصدد مشاكلهم الحياتية.

أما السبب الثاني فذو طبيعية عملية؛ لأن التصميم المذكور كان يتناسب تماماً مع متطلبات العبادة حسب العقيدة الإسلامية، إذ أن التقاليد والقواعد الدينية كانت تحتم على المؤمنين في صلاة الجماعة أن يستووا في صف أو اكثر جنباً إلى جنب مستقبلين القبلة، وعليه فلم يكن هناك أفضل من جدار يقف المصلون أمامه في صفوف متوازية لإبراز التسوية المطلوبة للصفوف، ولتمييز نفس الجدار تم إظهار لجهة القبلة، فقد رسم في منتصفه باب حدد فيما بعد معالم جوفة المحراب، ومنذ ذلك الحين لم يشيد مسجد دون أن يكون له محراب كما لا توجد كنسية دون مذبح.


شارك المقالة: