المسجد ذو القبوات المستطيلة في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


وصف المساجد ذو القبوات المستطيلة:

إن هذا النوع من المساجد جدير بالاهتمام في ليبيا، حيث هي عبارة عن المسجد أو الحجرة الذي يتكون سقفه المرتكز دوماً على دعائم من تشكيلة من القبوات المستطيلة المتوازية التي ترتكز على صف من الأقواس، وفي طبيعة الحال قد فرض هذا النمط الإنشائي نفسه على البنائين المحليين؛ لأن تلك الربوع تخلو من الأشجار التي يمكن الحصول منها على روافد متينة تفي بالغرض.
ومن المساجد التي تنتمي إلى هذا النوع جامع تاجوراء المشهور الذي يعتبر من أهم منجزات المعمار الليبي، غير أن في هذه الحالة بالذات كان اختيار هذا اللون ناتجاً عن اعتبارات تجميلية مختلفة، هذا ولا يفوتنا أن نشير في هذا الصدد إلى مسجد هام لدى قبيلة تغسات في غريان يرجع عهده إلى سنة 1682 ميلادي ألا وهو جامع سيدي محفوظ.
ويظهر من تصميم جامع سيدي محفوظ كيف أن القرب بين منطقة تسقف فيها المساجد بالقبييات (جبل غريان) وبين أخرى تسقف فيها المساجد بقبوات مستطيلة (جبل نفوسة) قد أدى إلى تبادل التأثيرات بينها إذ ظل بيت الصلاة دوماً قائماً سقفه على دعائم تسند أقواساً مرتبة في الاتجاهين المتعامدين، وتغطي الجملونات المتوازية مع جدار القبلة قبوات مستطيلة بينما الجملون المؤدي إلى المحراب يتميز بسقفه المكون من صف من القبيبات المتحاذية.

المسجد المستلهم من النوع العثماني:

يوجد في بنغازي مسجدان من هذا النوع هما: جامع بوقلاز والجامع العتيق اللذان بنيا في النصف الثاني من أواخر القرن التاسع عشر للميلاد على التوالي، حيث أنهما إنجازان قيمان في العمارة الليبية، كما يمكن توضيح أن ظهورهما إلى الوجود جاء متأخراً أكثر مما كان ينبغي، الأمر الذي حال دون أن يكون لهما أي تأثير على مجرى تطور المعمار البنغاري أو الليبي؛ وذلك نظراً لإنتهاء الحكم التركي في البلاد بعد عشر سنوات تقريباً من إتمام الجامع الثاني.
كما يوجد للجامعين قبة مركزية متواضعة ولكن ينقصها الصحن القيم الذي يميز ويتصدر المسجد العثماني التقليدي، ولا ينكر أحد أن هيكل تركيبها الإنشائي ينحدر مباشرة من المسجد الذي وضع تصميمه المهندسون الأتراك في ليبيا وأنجزوا العشرات منه، كما أن القبة في هذين الجامعين ترتكز على أربع دعائم متينة.


شارك المقالة: