ميزات المشربيات الإسلامية:
يلاحظ وجود كثير من المشربيات الخشبية القديمة على واجهات القصور والمنازل اليمنية خاصة في مدينة صنعاء القديمة، مما يدل على كثرة استخدامها في المباني اليمنية، ومن المعروف أن صناعة المشربيات الخشبية تعود في تاريخها إلى ما قبل القرن السادس الهجري، لاسيما في مصر حيث كان لأقطابها تقدماً ملحوظاً في عمل المشغولات الخشبية، خاصة في استخدام أخشاب الخرط الدقيقة.
كما أن كلمة مشربية محرفة من مشربة بمعنى الغرفة العالية أو المكان الذي يشرب منه، ويبدو استخدام المشربيات في العمارة الإسلامية عامة لأهميتها كنعصر معماري وزخرفي؛ وذلك لتغطية فراغات معينة في الواجهات خاصة أو في حسن استغلال الممرات والدهاليز العليا المطلة على القاعات والأفنية، بحيث تسمح في الحالتين برؤية أصحاب الدار خاصة من النساء ما يدور من مناسبات اجتماعية فيها دون أن يراهم من فيها.
فضلاً عن أهمية المشربيات في الواجهات بالنسبة لادخال الهواء وحجب الشمس إلى حد كبير، مما يساعد على تخفيف حدة الضوء، وتبدو المشربية في صناعتها من خشب الخرط الدقيق على هيئة مكعبات صغيرة دقيقة أو كرات خشبية أو أعواد خشبية أفقية ورأسية متقاطعة، بحيث تؤلف أشكالاً زخرفية في شكلها البسيط من مستطيلات ومربعات صغيرة، فضلاً عن بعض الزخارف الأخرى الدقيقة النباتية والهندسية.
خصائص المشربيات اليمنية:
تعرف المشربيات عادة في اليمن باسم الشبابيك التركية، وإن هذه التسمية تدل على معرفة أهل اليمن بها خلال فترات الحكم العثماني فيها، إلّا أن هناك بعض الأقوال تقول أن استخدام خشب الخرط كان قبل العصر العثماني، وقد سبق استخدامه في فتحات الأبواب والنوافذ وفي عمل الدرابزين الخاص بالمنابر، والأمثلة على ذلك توجد في المدرسة الأشرفية 800 هجري.
يلاحظ على بعض المشربيات اليمنية زخرفة السدايب الخاصة بالإطارات بالزخارف الدقيقة، كالكتابات أو الأوراق النباتية والأشكال الهندسية، لاسيما النجمية منها والأوراق المختلفة وبعض أشكال الطيور، أو أن تكون هذه العناصر مجتمعة على المشربية اليمنية، كما أن بعضها قد يبرز بروزاً ملحوظاً إلى الخارج بحيث بيدو وكأنه جزء من جوسق متعدد الأضلاع، وفي بعض الأحيان قد تتكون المشربية من عدة طوابق صغيرة ذات نوافذ على شكل العقود المتجاورة.