المعينات المتشابكة والمفصصة في عمارة الموحدين

اقرأ في هذا المقال


وصف المعينات المتشابكة والمفصصة في عمارة الموحدين:

يبدو أن هذا عنصر أخذ اهتمام فنانيّ الدولة الموحدية، وذلك ألن هذا العنصر الزخرفي لم يقتصر وجوده على جوانب العقود بل تعداه إلى عنصر جديد عرف بمصطلح المعينات المتشابكة والمفصصة، ويحتل هذا العنصر عدة أماكن في العمارة الموحدية، فهو في بواطن بعض العقود خاصة عقود قبة المحراب التي هي أمام محراب مسجد تينمل.
وقد أصبح هذا العنصر الزخرفي متداولاً فيما بين الفنانين في كل بلاد المغرب الإسلامي فيما بعد، وإذا كان الموحدون قد شكلوه من مادة الآجر أو الطين المفخور فإنهم قد صاغوه من مادة أكثر طواعية ومرونة وهي الجص، وبقي منشراً وعنصراً محبباً ومفضلاً إلى وقتنا الحاضر.
وتعد أمكنة وجود هذا العنصر هي بواطن العقود وبعض جدران المساجد وبريج المئذنة، مثلما يلاحظ ذلك في مئذنة مسجد أشيبلية بالأندلس.

خصائص المعينات المتشابكة والمفصصة في عمارة الموحدين:

يلاحظ وجود ذات المعينات ذات التركيب المزدوج المتعاقب والمتشابك قليلاً بواحد من المعينات فقط في بواطن عقود القبة التي تلي محراب مسجد تينمل، وقد شكلت تلك المعينات بما يعرف بالمرواح البسيطة والتي تتلاحم فيما بينها أو يراعى في توصيلها تشكيل قويسات دقيقة في منتصف المروحة، ولم ينسَ الفنان الموحدي أن يربط المعينين بزهرة ذات الفصوص الثلاثة، وقد تكرر هذا العنصر أو هذه الوحدة على جدار المحراب.
والملاحظ على هذا الشكل أنه لم يحتاج إلا مروحة أو ورقة واحدة بسيطة، ورغم ذلك فقد كان على قدر كبير من الجمال والرواء الصافي، هذا إذا لم نقل بأنه يعد من أجمل العناصر الزخرفية مثالية في التناسب والتناظر المعروفان في الفن الإسلامي، وليس أدل على ذلك بأنه سيصبح في كل أصقاع العالم الإسلامي، بما في ذلك فن المدجنين بالأندلس خلال قرون ما بعد القرن 13 ميلادي ، وبالأخص في باب ريحانة القيروان، غير أن هذا الشكل الجميل لا نجده مماثلاً في بقية المآذن الموحدية خاصة مآذن الكتيبة الثانية وحسن بالرباط وأشبيلية.
كما ابتدع عند الموحدين عنصر قريب الشبه بالمعينات المفصصة، وهو ما اتفق على وصفه بالدرج / الكتف، فالدرج هو الزاوية القائمة الصغيرة، أما الكتف فهو عبارة عن خط منحني مقوّس يلي الدرج السابق، وقوام هذا العنصر خطان فقط وخط أفقي آخر منحن.


شارك المقالة: