إن الملامح الزخرفية للمساجد ذات الوحدة الفراغية الواحدة المسقوفة بقبة أغلبها بسيطة وخالية من الزخرفة، كما هو الحال في معظم المساجد الليبية من كافة الأنواع، غير أننا نشاهد في بعضها نوعاً من الزخرفة البسيطة المتمثلة في استخدام عنصر أو عدة عناصر زخرفية بارزة، وفي بعض الحالات الأخرى نلاحظ اختفاء الزخرفة البارزة من جراء تكرار تبيضيها بالجير الأبيض أو أنواع أخرى من الطلاءات.
والزخرفة بهذه المساجد الصغيرة وكقاعدة عامة تنحصر في المدخل ومنطقة المحراب ومنطقة الانتقال في القبة هناك مجموعة من هذه المساجد الصغيرة حظيت بنوع من الزخرفة البسيطة.
وصف الملامح الزخرفية في المساجد العثمانية:
وفي تخطيطها وهيئتها فإن محراب مسجد عمورة ومحراب مسجد زاوية عمورة هما صنوان لهما عقدان من نوع حذوة الفرس محمولان على عمودين صغيرين ملتصقين بالجدار، ومحراب مسجد زاوية عمورة مزخرف ببلاطات من القاشاني المتعددة الألوان وفي كوشتي العقد الذي يتوجه هلال.
في حين محراب جامع عمورة بطرابلس زخرف بمجموعات من الوريدات المنحوتة التي تختلف في الحجم والقطر والبروز عن سطح الإطار وزخرفة مدخل جامع عمورة، حيث لا تنعكس على زخرفة المحراب لكون المدخل له عقد مستقيم، ومثل هذه الزخرفة أصبحت شائعة الاستخدام على المدخل، خاصة في العمارة المدنية التي ترجع إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ويحصلا منطقة الانتقال في كلا المسجدين شريطان زخرفيان يبرزان قليلاً عن الجدران ويسيران على امتدادها، ومثل هذا الترتيب الزخرفي نشاهده كذلك في قباب جامع خليلي باشا الأرناؤوطي المسقوف باثنتي عشر قبة صغيرة.
ومناطق الانتقال في قباب مسجدي عمورة وزاوية عمورة زخرفت بصفين من العقود الصغيرة من نوع حذوة الفرس يعلوان بائكة كاذبة من نفس العقود المذكورة، ونلاحظ هذه العقود في الأضلاع الأربعة المحورية لمنطقة الانتقال في القبة بين كل حنية وأخرى من الحنايا الأربعة، ونرى هذا الترتيب الزخرفي منعكساً أيضاً في منطقة الانتقال من الخارج، ومثل هذه العقود الصغيرة نراها في جامع سيدي المرغني بطرابلس.
والرقبة المثمنة في جامع عمورة بطرابلس يحددها كرنيش بارز (حلية معمارية) تلف حولها من الخارج، ومثل هذا الكرنيش نجده شريطين يحددان، ويؤكدان كذلك الحواف للتقسيمات الأفقية للقبة يحدد أحدهما الحافة العليا للمربع الذي يحمل القبة.