الجدران والعقود في بيت الصلاة:
تصميم الهيكل البنائي لبيت الصلاة الذي تمتاز به المساجد الأخرى، هو نفسه الذي يميز المساجد الكبيرة المسقوفة بأكثر من تسع قباب، حيث يتكون الهيكل البنائي لبيت الصلاة من عقود وأعمدة مستقلة ودعامات ساندة ملتصقة بالجدران الأربعة لبيت الصلاة.
وهذه التشكيلة من الأعمدة والدعامات الساندة والعقود التي تحملها، كلها تحمل السقف ذا القباب وتشيد الجدران كجزء من العقود، وهي التي تحدد بيت الصلاة وتبرز العقود بنحو 30 سم عن سطح الجدار من الجانب الداخلي لبيت الصلاة كما هو الحال في المساجد العثمانية الأخرى.
الهيكل البنائي لبيت الصلاة في كل من جامع شائب العين والقرمانلي، والتي أسقفها ذات ارتفاع شاهق ومهيب تدعمه شبكة من القضبان الحديدية التي تربط كل الأعمدة والدعامات الساندة الملتصقة بالجدران على مستوى الوسائد التي تعلو تيجان الأعمدة.
القبة ومنطقة الانتقال في بيت الصلاة:
تتكون مناطق الانتقال في قباب أغلب هذه المساجد من مثلثات كروية، في حين استخدمت حنايا ركنية في قباب جامع درنة وجامع خليل باشا الأرناؤوطي، بينما لم تزود قباب مسجد أوجلة لا بحنايا ركنية ولا مثلثات كروية؛ ويرجع ذلك لطبيعة تكوينها وشكلها المخروطي وتصميمها الفريد، وباستثناء عدد قليل من المساجد، فالقباب في كل المساجد التي تقع في درنة وطرابلس تكون نصف دائرية.
وزودت بعض القباب في جامع القرمانلي وقرجي برقاب، وفي حالة جامع قرجي، به أربع قباب متميزة محمولة على رقاب مطولة تسقف مناطق المنبر والمحراب ودكة المبلغ والمنطقة المجاورة لها؛ من أجل إيجاد تماثل وتوازن في قباب الجامع، وتأكيد محور المدخلين مع المحراب والمنبر، ونجد التماثل أيضاً في جامع القرمانلي وتأكيد محور المدخل الرئيسي والمحراب.
وقبة منطقة المحراب والقبة فوق دكة المبلغ في جامع القرمانلي مضلعتان من الخارج، فقبة المحراب لها اثنان وثلاثون ضلعاً، وتلك التي تغطي منطقة دكة المبلغ لها ستة عشر ضلعاً، وتذكرنا هاتان القبتان المضلعتان بالقباب التي نشاهدها في العمارة الإسلامية في تونس وخاصة بجامع القيروان.
وحظيت القباب الأكثر ارتفاعاً في هذين الجامعين بعناية كبيرة في التصميم والشكل والارتفاع والزخرفة، وزخرفت بزخارف حصية ملونة ومتنوعة غاية في الجمال والذوق والتنسيق.