وصف المنشآت التجارية بالقاهرة
أنشئت بالقاهرة الكثير من المنشآت التجارية كالدكاكين والأسواق التي توفر لسكان القاهرة ما يحتاجونه، وقد كان إنشاء هذه المنشآت نوعاً من الاستثمار العقاري للدولة، ويذكر ناصر خسرو (روائي) بهذا الخصوص أنه قدر عدد الدكاكين في مدينة القاهرة فوجدها “لا تقل عن عشرين ألف دكان وكلها ملك خاص للسلطان، وأجرة أغلب هذه الدكاكين عشرة دنانير مغربية في الشهر ولا تقل عن دينارين بحال من الأحوال”.
وقد أشار المقريزي (روائي) أيضاً إلى بعض أسواق القاهرة في العصر الفاطمي مثل سوق حارة برجوان الذي عرف في مرحلة تالية بسوق أمير الجيوش بدر الجمالي وسوق القماحين الذي عرف في مرحلة لاحقة بسوق الشماعين وسوق الصيارف التي كانت توفر الخدمات المصرفة اللازمة لتسهيل التعامل في كل أسواق ودكاكين القاهرة، وكانت هذه الأسواق عند باب الزهومة أي في موقع متوسط للمدينة بما يسهل لجميع ساكني المدينة الوصول إليها.
وصف الأسواق التجارية الفاطمية بالقاهرة
ومن أسواق المواد الغذائية سوق الشرائحين والذي عرف بعد ذلك بسوق الشوائين، وكان هذا السوق من أول الأسواق التي أنشئت بالقاهرة، وكذلك وجدت السويقات أي الأسواق الصغيرة مثل سويقة الوزير.
ومن المنشآت التجارية المهمة التي أنشئت بالقاهرة في العصر الفاطمي القياسر، والقياسر من المنشآت التجارية المهمة والكبيرة، وقد جرت العادة في إنشائها في المدن الإسلامية منذ عهد مبكر، ومن القيساريات التي أنشئت بالقاهرة في العصر الفاطمي قيسارية أبي أسامة، كما أنشئت دار للوكائل تعتبر إرهاصة مهمة لإنشاء الوكلات بمصر.
ولا شك أن الدكاكين والقياسر والأسواق وغيرها من المنشآت التجارية كان في بداية الأمر على جانبي الشارع الأعظم الذي يشق القاهرة من باب الفتوح شمالاً إلى باب زويلة جنوباً، وقد زاد نمو هذه المنشآت التجارية في العصر الفاطمي وما تلاه من عصور، حيث أدت إلى امتداد عمارة هذه المنشآت تجاه الشرق والغرب وحلت كثير من المنشآت محل نوعيات أخرى من العمارة في إطار التطوير والنمو العمراني للقاهرة بعد العصر الفاطمي، كما وجدت العديد من الحدائق الخضراء التي تخدم سكان مدينة القاهرة وكذلك الحدائق التي تعلو المنازل بالقاهرة.