اقرأ في هذا المقال
إن المواضيع الزخرفية الأساسية الأكثر شيوعاً في ليبيا كما في معظم الأقطار الإسلامية تنقسم إلى ثلاثة أنواع: نباتية وهندسية وخطية.
المواضيع النباتية
تشتمل على مقتبسات تقليدية جداً لأزهار وفواكه ونباتات محورة، بحيث يصعب في الغالب التعرف عليها، ويتمثل الشكل في الساق التي تنمو فتتحول إلى أغصان متسلقة، راسمة في ذلك منحنيات ورامية ملامس وفروعاً في اتجاهات مختلف، وذلك حتى تغطي المساحة مهما كان شكلها ومهما كانت أبعادها، ويكتمل المنظر الزخرفي هذا بحلي مستديرة وأشجار وزهريات تفيض بأنواع الزهور منفصلة أو كتصلة ببعض التوريقات.
المواضيع الهندسية
إن الفنانين المسلمين قد تركوا في هذا الميدان تحفاً رائعة لم يسبق لها مثيل، وقد قاموا بدراسة الزخرفة الهندسية بوعي يكاد يكون عليماً دون مغالاة، فتجنبوا المشاكل المترتبة عليها وتنوعوا في ألوانها بخيال فياض، بل أنهم أقدموا على كتابة البحوث حول الهندسة الجمالية، تلك البحوث التي ظلت موضع تداول في كافة أرجاء الإمبراطورية فصارت تزداد شيئاً فشيئاً مواضيع واكتشافات.
المواضيع الخطية
لمجموعة من الأسباب المعقدة تبتدئ من التشكك الفطري الذي يضمره المسلم لصور الكائنات الحية وتنتهي بحبه للكلمة وترجمتها الخطية وكذلك التسابيح والأذكار والأدعية الدينية، فقد أثبتت الكتابات المنقوشة وجودها في الأقطار الإسلامية كعنصر زخرفي منذ البداية ودخلت إلى فن حسن الخط الذي بلغ مستوى الفن المستقل.
لقد تصور الخطاطون عدة طرق لرسم الأبجدية العربية بلغ بعضها مرتبة سامية من الأناقة، فكان هناك _على سبيل المثال_ الخط الملكي والكوفي البدائي والكوفي المزدهر والثلث، وفي النهاية قد مزجت المواضيع الخطية بالمواضيع الزهورية. إن في ليبيا أمثلة عديدة للزخرفة الخطية بالحروف الكوفية ولا سيما بخط الثلث المحبب لدى الأتراك.
الأساليب الفنية الزخرفية الأكثر شيوعاً في ليبيا
إن قوائم وتربيعات الأبواب والأفاريز مما هو مصنوع من المرمر أو رخام مالطا تكون عادة منحوتة بنقوش بارزة أو بالحفر بحيث ينتج عن ذلك رسم هندسي أو زهوري، وإن الجدران وأشرطة التكليل والمساحات المنحنية أيضاً غالباً ما تكون مغطاة بحشوات جصية مخرمة وهي لون زخرفي معمول تكريماً لتونس، حينما يكون الهيكل المراد زخرفته خشبياً يجري عادة نحته وربما طلاؤه أيضاً بالدهان الأحمر والأسود والأخضر والذهبي.
