تاريخ الموصل في العصر السلجوقي:
يرجع تاريخ الموصل للآشوريين، حيث كانت حصناً يقابل نبنوى عاصمتهم وازدهرت زمن الفرس ثم فتحها المسلمون، وقد سميت بالموصل لأنها تصل بين الشرق الذي بابه نيسابور في خرسان والغرب الذي بابه دمشق في الشام، وقد وصفها ابن الأثير بأنها أم البلاد.
ووصفت بأنها فرضة أرمينية وأزربيجان بل إنها تصل العراق بالجزيرة الفراتية، وقد استلم الأتابكة الموصل في حالة خراب إذ أفقرت محلاتها وهجرت، وكان الناس لا يصلون الجمعة إلا اضطراراً في مسجدها الجامع لبعده عن العمران، وقد قام عماد الدين الزنكي بأعمال مهمة في الموصل هي:
- أقام بها وجعلها عاصمته وعين فيها والياً لقلعتها وقاضياً للمدينة.
- أقطع عساكره الإقطاعات.
- أعاد بناء دار السلطنة وشجع الناس على عمارة المدينة، كما بنى دار المملكة وقصور السلاطين مقابل الميدان.
- أعاد بناء السور وزاد في ارتفاعه وأعاد حفر الخندق وعمقه وفتح الباب العمادي في السور وأصبح الجامع العتيق في وسط العمران ثانية.
- عادت بساتين الموصل للحياة ثانية فصارت مشهورة بالفواكه كالرمان والتفاح.
كما أضاف نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي عدة إضافات معمارية وهي:
- اتخذ محل إقامته في القلعة وعين سيف الدين على أمر الموصل.
- رفع الضرائب والمكوس التي فرضها فخر الدين المستبد بالموصل بعد زنكي.
- تولى بناء جامع كبير عرف بالجامع النوري الكبير وانتهي بناؤه عام 568 هجري، ويعد من أحسن أعمال نور الدين العمرانية.
- بنى الخانات والأبراج على الطرق التجارية فأمن الناس والتجار.
خصائص مدينة الموصل في عصر السلاجقة:
قام عز الدين بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي ببناء المدرسة الغربية بباب دار المملكة ويدرس بها المذهبان الحنفي والشافعي، كما فتح الباب الغربي وقد زارها ابن جبير زمن عز الدين فوصفها بأنها مدينة عتيقة ضخمة حصينة فخمة، ووصف قلعتها بانها كانت عظيمة “قد رص بناؤها رصاً”، وكان يفصلها عن دور السلطان شارع واسع يقطع البلد من الشمال على الجنوب، كما اشتملت المدينة على ربض كبير فيه حمامات ومساجد خانات وأسواق، وكان لها جامعان الأول هو القديم (الأموي) والثاني الجديد (النوري)، كما وصف ابن جبير قيسارية المدينة بانها سوق وساعة للتجار.