خصائص باب الفتوح
يشير المقريزي (روائي) إلى أن باب الفتوح هذا والذي بناه بدر الجمالي شمال باب الفتوح في أسوار جوهر بحوالي 150 متراً كانت له باشورة بنفس الشكل الذي كان عليه تخطيط باب النصر، وقد ذكر أن هذه الباشورة كانت قائمة في عهده لكن ركبها الناس بالبنيان؛ وذلك عندما خرج عمر عن باب الفتوح.
إلى جانب ذلك فقد تهدمت هذه الباشورة ولم يعد لها أثر، وربما كان ذلك بسبب ازدياد العمران ظاهر هذا الباب خاصة في العصر المملوكي الذي لم تعد فيه الحاجة ضرورية لبقاء هذه الباشورة على ما كانت عليه وقت إنشائها فبدأ الناس بالبناء وإجراء التعديلات عليها ومع مرور الزمن تحددت وظيفتها.
ويوجد نص تأسيس لهذا الباب ضمن شريط كتابي نفذ على السور الشمالي في المسافة المحصورة من البرج الشرقي لباب الفتوح وبروز المئذنة الشمالية لجامع الحاكم بأمر الله، وقد ورد في هذا النص ما يشير إلى تسمية هذا الباب بباب الأقبال، حيث إن باب الفتوح هذا عبارة عن كتلة معمارية ضخمة، حيث يبلغ طول واجهتها 22.85 متراً وارتفاعها 22.33 متراً من مستوى العتبة الأصلية السفلى لفتحة الباب وعمقها 25.22 متراً.
أسماء باب الفتوح
وهذا الباب أخذ العديد من الأسماء كباب العز وباب التوفيق، حيث إن هذه الأسماء هي الأسماء التي أطلقها بدر على الأبواب التي أنشاها في أسواره مقابلة لأبواب الفتوح والنصر والبرقية في أسوار جوهر، ويلاحظ أن صياغة هذا الأسماء تأتي جميعها في إطار الاستبشار المرتبط بالعزة في أسماء بوابتي السور الشمالي وحسن تمام العمل بتوفيق الله ” وما توفيقي إلا بالله”، وذلك في باب مقابل لباب البرقية في السور الشرقي.
كما أن هذا الباب ظهر في المراحل النهائية في إتمام بناء الأسوار، وتبدو صياغة الأسماء على هذا النحو كأنها تسجل مناخاً دعائياً قصده كاتبو نصوص التأسيس لأبواب أسوار بدر الجمالي، وفي نص تأسيس باب النصر إشارة واضحة إلى ان البدء في بناء الأسوار كان في المحرم سنة 480 هجري، وهو ما يعني أن السور الشمالي للقاهرة الذي بناه بدر الجمالي كان هو القطاع الأول من أسواره التي أحاط بها القاهرة بعد إضافة حوالي ثلاثين فداناً.