إن معالجة باب سيدي عقبة فنياً يرجع تاريخه إلى بداية القرن الخامس هجري، طبقاً لبعض مظاهر أساليب الزخرفة في تونس، هذا من حيث الإطار الفني، كما يمكن أن نضيف أيضاً ارتباط العمل الفني بعودة المذهب السني للمنطقة بعد رحيل الفاطميين نهائياً إلى مصر في عام 969 ميلادي وإيداء الولاء للعباسيين.
وصف زخرفة الباب:
تقوم عناصر زخرفة باب سيدي عقبة على عدة عناصر لا تتماثل فيما بينها من حيث كونها عناصر موحدة متجانسة، إن كانت في جوهرها تتخذ صبغة معالجة التصميم الهندسي من خلال التعبير الفني، وهي في ذلك تتماشى مع الروح الفنية الإسلامية.
حيث ينقسم هذا الباب إلى خمسة أجزاء رئيسية وهي موزعة كما يلي: مركز الباب الذي تتخلله ثلاثة أعمدة تثبيتية مزدانة بزخرفة متنوعة في كل عمود، العضادات الجانبية التي تجمع أو تحتضن بدن الباب المزخرفة هي الأخرى بعناصر متكررة بعنصر واحد في كل عضادة.
والملاحظ أن أجزاء الباب قد رتبت بطريقة التعشيق أو ما يعرف بطريقة النقر واللسان، وأن المسامير فيها محدودة جداً وشكل البعض منها على شاكلة الأزهار مع الابتعاد عن محاكاة تكوينها الطبيعي، غلب عليها الطابع الهندسي.
عضادات باب سيدي عقبة:
إن العضادة اليمنى للباب تحتوي على عنصرين رئيسيين، هما ما يمكن أن نطلق على الأول اللفائف المغزلية، وعلى الثاني اللفائف البسيطة المبينة على التعاقب في كليهما، زيادة عن وجود حليتين زخرفيتين داخل مربعين، هما الدائرة المنشارية وورقة رباعية البتلات.
تنقسم العضادة إلى قسمين رئيسيين في شكل إطار عمودي، القسم العمودي هو الأكبر، أما الآخر ضيق، فالأول يحتوي على الحليات الزخرفية المذكورة أعلاه وهي على التوالي: اللفائف المغزلية والدائرة المنشارية واللفائف البسيطة والورقة الرباعية وأخيراً جزء من الحلزونات.
اللفائف المغزلية:
وضع هذا المصطلح مجازاً للتعبير عن الحركة التعاقبية والتشابك الذي تمتاز بهما اللفائف في شكل قريبة من الدائرة حول نفسها في غير اكتمال، مع إضافة عنصر المروحة البسيطة، قبل مرور خط الدائرة تحت خط آخر أو فوقه، تبعاً لخط التعاقب من أسفل أحياناً وأخرى فوقه، وهذا التعاقب سمح للفنان من وضع صفين من الدوائر، بحيث برزت التشبيكات التضفيرية وإن كانت في غير استقامة، وقد سمح هذا التركيب لعنصر اللفائف من ملء الفراغات باتزان دقيق؛ ممّا يدل على أن الرسم لم يوضع عفوياً.