عمارة المسجد النبوي الشريف:
- المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي كان فيها طول المسجد من المشرق إلى المغرب 63 ذراعاً وعرضه من الشمال إلى الجنوب 54 ذراعاً وثلث ذراع، وارتفاعه قامة أو بسطة ونوع البناء لبنة فوق لبنة، كما كانت أرض المسجد كلها مكشوفة.
- المرحلة الثانية: المرحلة التي كان طول المسجد فيها سبعين ذراعاً وعرضه أكثر من ستين ذراعاً وارتفاعه قامة ونصف، ونوع البناء لبنة ونصف وأرضه مكشوفه.
- المرحلة الثالثة: بقي المسجد في هذه المرحلة كما في المرحلة السابقة، أي أقل من مائة ذراع إلا أنه سقف بالعوارض التي ترتكز على الأعمدة من جذوع النخل وفوقها الخصف والأدخر، ثم استخدم الطين في تغشيتها فيما بعد، وقد اوجب استخدام السقف في هذه المرحلة رفع البناء الذي يقول عنه ابن المحجوب: (أن طول جدار المسجد في الهواء كان قبل تسقيفه قامة تزيد شبراً).
ليس بمستبعد أن يشهد المسجد النبوي الشريف في الأشهر السبعة التي أقامها الرسول بدار أبي أيوب قبل أن يكمل بناء داره ومسجده هذا التطور المعماري بمراحله الثلاث ولا سيما أن أنصار الدعوة في ازدياد، ولا شك أن حرصهم على حضور الصلاة في جماعة مع الرسول (عليه السلام) قد أوجب هذا التوسع المتتابع في المسجد النبوي الشريف.
المسجد النبوي الشريف بعد تحويل القبلة:
لقد احتل نبأ تحويل القبلة مكاناً بارزاً عند رواة السيرة النبوية؛ وذلك لأن أمر القبلة كان يشغل بال الرسول (صلى الله عليه سلم) منذ أن استقر به المقام في المدينة المنورة.
أما المسجد بعد تحويل القبلة فقد ذكر أن حد المسجد ثلاث اسطوانات عن يمين المنبر وثلاث عن يساره، واستناداً على الرويات يتضح أن الظلة التي أقيمت خلف جدار القبلة الجنوبي تتألف من ستة أعمدة تمتد من الشرق إلى الغرب، ومن سبع بوائك تمتد عمودية على جدار القبلة، علماً بأن طول الجدار الممتمد من الشمال إلى الجنوب هو سبعون ذراعاً على أشهر الروايات التي اعتمد عليها.
كما كان عرض المسجد من الشرق إلى الغرب سبعون ذراعاً، أما المسجد من الشمال إلى الجنوب فقد يقول عنه السمهودي أنه اختبر بنفسه هذا الذراع، فكان سبعين ذراعاً.