من الأمثلة على المساجد العثمانية التقليدية في تركيا مسجد بايزيد الثاني ضمن مجمعه في أدرنة، والذي بُني في الفترة 889-889 هجري/ 1484-1488 ميلادي، ومسجد السليمية (سليم الأول) الذي أقامه السلطان سليمان القانوني أو المعظم لوالده في إسطنبول في العام 992 هجري/ 1522 ميلادي، ومسجد السيلمية (سليم الثاني) في أدرنة 976-983 هجري/ 1569-1574 ميلادي الذي يعد تلك الخاتمة الرائعة لإبداعات تجليات خوجه معمار سنان.
أما الأمثلة خارج تركيا فهي مسجد الخنكار في سراييفو 866 هجري/ 1463 ميلادي، ومسجد شريف خليل باشا المعروف بمسجد تومبول في بلغاريا والذي بُني في الفترة 1157-1189 هجري/ 1744-1775 ميلادي، ومسجد قيرشنلو محمد في شقود بالبانيا 1187-1188 هجري/ 1773-1774 ميلادي.
خصائص المساجد العثمانية التقليدية في أوروبا:
جميع تلك المساجد تهيمن على جزئها المغطي القبة الضخمة الكبيرة، والتي يختلف قطرها من مسجد لآخر، ويتقدم الحرم المسجد فيها جميعاً، فقبة مسجد بايزيد في أدرنة قطرها 21 متر، بينما يبلغ قطرها في مسجد السليمية في إسطنبول 24.50 متر، على الرغم من أن هذا المسجد الأخير نسخة مكررة من الأول، ويتميز كلاهما بوجود دارين للضيافة على جانبي المسجد من الخارج، بواقع دار بكل جانب تغطيها تسع قباب.
أما قبة مسجد السليمية في أدرنة، فتعد تتويجاً حقيقياً لإنجازات خوجه معمار سنان وآخر إبداعاته وتجلياته كما سبق القول، ويبلغ قطر تلك القبة 31.50 متر، أي أكبر من قطر قبة آيا صوفيا 31 متر وارتفاعها 55.92 متر وارتفاعها 43.28 متر، كما تتوافق ضخامة القبة وارتفاعها مع المساحة الكبيرة لداخل المسجد، حيث اعتبرت تلك القبة قمة التطور في بناء القباب في العالم قاطبة، ومن جهة آخرى فإن هذه القبة ذات قشرة واحدة، وفي أصلها الهندسي تشير إلى الفراغ الداخلي والشكل الخارجي معاً، وتلك الطريقة الإنشائية واضحة تعتبر فريدة في تاريخ طراز القباب المعروفة في العمارة الإنسانية عامة.
أما مسجد نور عثمانية التي يصل قطر قبته 25.57 ميلادي، حيث إنه يُعد مسجد ضخم تحققت فيه الاستجابة الكاملة للأساليب والتأثيرات الفنية الأوروبية في مجالي التخطيط المعماري والعناصر الزخرفية، فلأول مرة يقابلنا الحرم بهذا الشكل نصف بيضاوي فضلاً عن خصائص طراز الباروك الأخرى، كذلك مسجد للإله لي في إسطنبول، والذي يعد ثاني المساجد الكبيرة بعد مسجد نور عثمانية التي يظهر فيها مدى الاستعياب الكامل لطراز الباروك ومهندسه هو المعمار طاهر آغا.