القباب التي تكسوها الأشرطة الدالية:
من مميزات هذا الأسلوب أنه يصاغ بالنحت الخفيف، مما يقلل الضغط على الهيكل، كما أنه يتلاءم بسهولة مع التناقص التصاعدي لسطح القبة المنحني، وتعد النماذج الباقية من العصر العثماني لهذا الأسلوب قليلة بل ونادرة، حيث يوجد في القاهرة زخارف قبة أبو جعفر الطحاوي.
كما زخرفت بعض قباب مدافن الطراز العثماني وفق هذا الأسلوب، ومن أمثلة ذلك قبة دودو، إلا أنه يلاحظ أن الدالات قد نفذت بشكل أكبر وأوسع، وهو الأمر الذي أدى إلى قلة عدد الأشرطة الدالية فوق سطح القبة المنحنى إذا ما قورن بالنماذج المملوكية أو حتى بمثيله في قبة أبو جعفر الطحاوي.
كذلك توجد بعض العناصر الزخرفية في الفراغات المحصورة بين أشرطة الدالات عند بدايتها فقط مثل: أشكال المعينات والمثلثات، ومثل هذه العناصر الزخرفية ولاسيما المعينات، والتي قد ظهرت على بعض القباب المصرية في العصر المملوكي والتي تكسوها الدالات أيضاً، ولكن مع الفارق في التنفيذ والاتقان، فضلاً عن أن انتشارها على سطح القبة المنحنى كان أكثر، ومن أمثلة ذلك قبة قرقماس أمير كبير وقبة عصفور.
هذا وقد كان هذا الأسلوب معروفاً أيضاً في زخارف بعض القباب خارج القاهرة، إلا أنها قد هدمت منذ عدة سنوات وكان (العلامة حسن عبد الوهاب) قد أشار إليها، وهي كل من قبة عنبر بالمنزلة، والتي قد ترجع إلى القرن 12 هجري، إلى جانب ذلك فقد ذكر أنها ذات زخارف دالية تبدأ بميمات لبست بقاشاني وقبة أبو النصر القريبة منها، والتي ذكر أنها مثلها ومعاصرة لها.
القباب التي تكسوها الزخارف النباتية:
لم يبق من القباب المزخرفة بهذا الأسلوب سوى نموذج فريد بين قباب العصر العثماني قاطبة، وهو قبة الأمير سليمان أغا 951 هجري، وقوام هذا الزخارف أشرطة حجرية بارزة على هيئة البخاريات، وعند تأصيل هذا الأسلوب في زخارف القباب نجد أنه قد ظهر قبل منتصف القرن 9 هجري، كما هو الحال في قبة المدفن اللحق بالمدرسة الجوهرية قبل 844 هجري، ثم تتابعت أمثلته حتى نهاية العصر المملوكي الجركسي.
وفي ضوء ذلك يمكن القول بان قبة الأمير سليمان أغا تعد خاتمة القباب الرائعة المزخرفة وفق هذا الأسلوب في مصر.