إن من أبدع وأهم النماذج للأراستا تلك التي تكون جزء من المجمعات المعمارية الكبيرة، ومن أهم هذه الأراستا تلك التي تعد جزء من مجمع سوكللو محمد باشا في لولى بورغاز، والتي بنيت في عام 956 هجري، كما أن شارعها ينتمي إلى النوع غير المسقوف، حيث تعد أكثر اتساعاً من الأمثلة المسقوفة، كم أن الجزء الأكبر منها يمتد في خط مستقيم وذلك يصبح مائل عند نهايتها الغربية، كما يوجد قبة عند مدخل المدرسة والكروان، لذلك تعد شبيهه جداً مسجد الأراستا، كما احتوات على حوانيت كثيرة بقرابة ال60 حانوتاً.
نماذج الأراستا العثمانية في أوروبا:
ومن هذه النماذج للأراستا العثمانية تلك التي قام السلطان مراد الثالث بإلحاقها بمجمع السليمية الشهير في أدرنة في الفترة ما بين 982-1004 هجري، وهي تقع إلى الغرب من المسجد وموازية له في ذات الوقت، وشارعهما ينتمي إلى النوع المسقوف بقبو طوليا أكثر ارتفاعاً من سقف الحوانيت نفسها، وهذه الحوانيت تصطف متقابلة على جانبي الشارع المسقوف، والمداخل بينت بالحجر المنحوت بينما بنيت الجدران بمدماك من الحجر ومدماكين من الآجر، مما اكسبها ذلك المظهر الأخاذ.
كذلك بنيت العقود والأقبية بالآجر أيضاً، وقد أقيمت القبة التي تعلو المربعة التي تستخدم مسجداً للاراستا بمعالجة متميزة، إذ ترتفع فوق شارع الأراستا عند نقطة اتصال المحور الرئيسي الممتد في اتجاه الغرب، وجميع العقود مدببة بما في ذلك عقود النوافذ، وتتميز رقبة قبة مربعة الصلاة بنوافذها المعقودة ذات النقوش المفرغة المنفذة في الرخام بتصمميات متنوعة، وقد أشرف على بناء تلك الأراستا المتميزة المعمار داوود آغا أحد تلامذة قوجه معمار سنان.
أما الأراستا الملحقة بمجمع الوالدة الجديد في إسطنول فتعد من أبدع وأروع النماذج الباقية، بل تمثل الطراز الكلاسيكي خير تمثيل، وقد اشتهرت منذ أواخر القرن 11 هجري باسم السوق المصري، وقد جمعت مادة بنائها بين الحجارة والآجر، وصممت على هيئة حرف L وتميزت بدقة نسبها الخارجية.
وتشمل على أربعة مداخل كبيرة رئيسية ومدخلين فرعيين صغيرين الذي يتوسطها، والذي اتخذ نفس هيئتها أيضاً مسقوف بسقف مقبى يرتفع فوق مستوى الجدران، والشارع الطويل يشتمل على 46 حانوت متقابلة بواقع 23 في كل جانب، بينما يشتمل الشارع القصير علة 36 حانوتاً.
