البوابات في العمارة الشامية القديمة

اقرأ في هذا المقال


خصائص البوابات الشامية:

البوابة مصطلح يطلق في الغالب على أبواب المباني والمشيدات المهمة، حيث تتميز هذه البوابات بضخامتها وارتفاعها واتساع رقعتها وبفخامة زخارفها، حيث نجد ذلك في بوابات المساجد الجامعة والتكايا والزوايا ودور القرآن والحديث وفي القلاع والقصور والتكايا والزوايا والمدارس والخوانق والبيمارستانات والأضرحة والأسوار والمدن والخانات.
وتشمل هذه التسمية أيضاً ما حول الباب من عقود مقرنصة وعناصر زخرفية متعددة تؤلف بمجموعتها ما تطلق عليه إسم بوابة، وتتميز البوابات في مشيدات دمشق التاريخية بتنوع زخارفها وفق خصائص عمارة العهد الذي أقيمت به، وأقدم ما وصلنا من البوابات يرجع إلى العهد الأتابكي أيام السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي (الملقب بالشهيد)، وهي بوابة البيمارستان النوري في محلة الحريقة، وقد صار في أيامنا متحفاً للطب والعلوم عند العرب.

البوابات الشامية عبر العصور الإسلامية:

تميزت البوابات في العهد الأيوبي بالارتفاع وبالمداميك العريضة والأحجار الكبيرة ذات النحت المتقن بالمقارنة مع العهود اللاحقة، كما تميزت بالعقود المقرنصة لكنها لم ترقى إلى المستوى الترف الزخرفي الذي ظهر في العهد المملوكي اللاحق، ويعود السبب في هذا التقشف إلى انشغال الدولة بالحروب الصليبية في معظم الأوقات، الأمر الذي لا يترك مجالاً للاستقرار الذي تتطلبه النهضة العمرانية.
شيدت بوابات العهد المملوكي وواجهات المباني بالمداميك الحجرية التي تقل ارتفاعاً عن مداميك العهد الأيوبين أدخل، فيها عنصر زخرفي جديد عرف في بلاد الشام بإسم الأبلق، كما عرف في مصر بالحجر المشهر، وهو عبارة عن مداميك من الحجارة الملونة بالأسود والأبيض وأحياناً تناوب فيما بينها فتكسر رتابة استمرار اللون الواحد، كما طورت أشكال مقرنصات البوابات فجاءت أكثر غنى وترفاً، وظهرت الصدفات ذات الزخارف المتنوعة فوق مقرنصات البوابات.
وبشكل عام يمكننا أن نصف زخارف العهد المملوكي بالترف والغنى، وتقلص الترف الزخرفي المملوكي في العهد العثماني إلى حد كبير، كما طغى الطراز العثماني الزخرفي على معظم مشيدات ذلك العهد، واستبدلت مقرنصات البوابات بعناصر جديدة وغريبة لم تشهدها العمارة من قبل ودخل القاشاني كعنصر تزيني محدث ولم يكن مألوفاً من قبل مشيدات دمشق.
أما البوابات المشيدة الهامة في العصر الحديث خصوصاً الجوامع الكبرى فقد اتجهت نحو الاعتماد على العناصر النباتية، ونشاهد هذا الترف الزخرفي في عدد من بوابات المساجد الجامعية كبوابة جام العثماني في حي المزرعة.


شارك المقالة: