خصائص البيمارستان النوري في دمشق:
يقع البيمارستان النوري في منطقة الحريقة إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي، أنشأه الملك العادل نور الدين محمود الزنكي في عام 543 هجري/ 1154 ميلادي، تذكر بعض المصادر التاريخية أن المسلمين قد أسروا أحد ملوك الفرنج، وعند استشارة نور الدين لمجلس أعيانه تم الاتفاق أن يفك أسر هذا الملك مقابل فدية مالية تصرف في بناء بيمارستان ليكون مشفى يقدم الدواء والعلاج.
كان هذا البيمارستان يقوم بتدريس وإعداد الطلاب ليكونوا أطباء بالإضافة إلى معالجة المرضى، وقد عمل في الطبابة والتدريس فيه أشهر أطباء العرب منهم ابن سينا والزهراوي، حيث كان المرضى يتلقون الدواء والغذاء والكساء مجاناً حتى يتماثلون للشفاء.
في بداية القرن العشرين أصبح مبنى البيمارستان النوري متعدد المهام لغير الوظيفة التي بني من أجلها، ولكن هذا الامر أدى إلى إحداث أضرار كثيرة بالبناء، وتم ترميم المبنى في عام 1976 ميلادي وأصبح بعدها مقراً لمتحف الطب والعلوم عند العرب.
التصميم المعماري لمبنى البيمارستان النوري في دمشق:
مدخل البيمارستان في الجهة الغربية من المبنى، يوجد له باب ذو مصرعين مصنوع من الخشب، تم زخرفة الباب بالمسامير النحاسية الموزعة هندسياً، كما تعلو بوابة البيمارستان زخارف جصية جميلة جداً، حيث تم تصميمها من تسع مداميك من المقرنصات التي تعتمد على شكل الورقة المجفوفة، وهذا النوع من التشكيل فن جديد في سورية جاء به السلاجقة، كما أن تجويف البوابة فن جديد أيضاً، حيث تشاهد الأقواس المؤلفة من سبعة فصوص، كما تتكرر الأقواس الحدوية لسلسلة البوائك الصك مرتين في الداخل ضمن انحناءات، كما ويتخلل المحاريب الصم أعمدة جدارية تتفرع من أعلاها على شكل شجرة النخيل.
يلي الباب غرفة مربعة تقوم مقام الدهليز، وتعد هذه الغرفة من أجمل غرف المبنى، مزودة بإيوانين صغيرين شمالي وجنوبي مسقوفين بعقد مزين بزخارف ذات أقواس ومقرنصات جصية تشابه زخارف بوابة البيمارستان، تنفتح الغرفة من الجهة الجنوبية على صحن البيمارستان المستطيل الشكل والذي تتوسطه بركة ماء، كما يحيط بالصحن أربعة أواوين تنفتح على جانبي كل إيوان غرفتان والغرف مسقوفة بالعقود المتقاطعة.
يعد البيمارستان أحد أهم العمائر الدمشقية التاريخية التي سبق أن تواجد فيها مستشفى دمشق ومدرسة للطب.