الجامع الأموي

اقرأ في هذا المقال


الجامع الأموي أو ما يسمّى بمسجد الجامع، يعد من أجمل العمائر الإسلامية، بني في العصر الأموي، الذي يعد أول وأقدم طراز في فن العمارة الإسلامي، إزدهر في عصر بني أمية في القرنين الأول والثاني بعد الهجرة، بعد استلاء بني أمية على الخلافة وانتقال عاصمة الدولة الإسلامية إلى دمشق خاتمة لعصر الخلفاء الراشدين، وعاش الأمويون في الشام، وقد عنى الأمويون بتجديد بعض المساجد التي أنشأت في عصر الخلفاء الراشديين، ولكن ازدهار فن العمارة الإسلامية ظهر على أيديهم، بما شيدوه من مساجد جديدة كالجامع الأموي.
شيد الجامع الوليد بن عبد الملك سنة 707 إلى 714 ميلادي في دمشق، واستخدم له الصناع والعمال من شتى البلاد الإسلامية، يقوم هذا المسجد في منطقة مقدسة كان بها معبد وثني قديم، له برج مربع في كل ركن من أركانه الأربعة، وقد استعمل المسلون هذه الأبراج في الآذان ولا تزال إحداها قائمة في الركن الجنوبي الغربي.

التصميم المعماري للجامع الأموي:

يتألف المسجد من صحن كبير مستطيل الشكل وإيوان رئيسي طوله 136 متراً وعمقه 37 متراً، وفي هذا الإيوان ثلاثة أورقة موازية للقبة ومحمولة على أعمدة رخامية فوقها أقواس أصغر منها، وفي وسط هذه الأورقة رواق معترض يقسمها قسمين، وتقوم فوقه قبة حجرية أضيفت في عصر متأخر، وفي طرفه أي وسط الإيوان الجنوبي للإيوان نرى محراب، وارتفاع هذه الأورقة بأقوسها الكبرى والصغرى حوالي 15 متراً، ولكن ارتفاع الرواق المعترض يصل إلى 23 متراً، كما لهذه الأورقة أسقف خشبية على هيئة الجمالون، ويحيط بالصحن أورقة أخرى تحددها أقواس محملة على دعائم بعضها مدبب وبعضها على شكل نعل الفرس، وفوق هذه العقود صف من النوافذ مستطيلة الشكل وجزئها العلوي نصف دائري، وتقع كل نافذتين منهما على عقد من العقود، وفوق الأورقة الشمالية الجانبية سقف خشبي منحدر.
قد كان المسجد في وقت من الأوقات مفروشاً بالمرمر، كما كانت حوائطه مغطاة بلوحات من الرخام وذلك إلى ارتفاع 1.70 متراً عن الأرض، وفوق هذه اللوحات زخارف من الموازييك الملونة والمذهية ولا يزال جزءاً من هذه الموازيج باقياً في الرواق الغربي.
من المحتمل أن يكون تصميم الجامع الأموي متأثراً بنظام الكنائس السورية، وأن تكون واجهة القبلة تشبه واجهة القصور البيزنطية، وفي هذا الجامع بعض النوافذ من الرخام فيها أقدم النماذج من الزخارف الهندسة في الإسلام، بعتبر هذا الجامع من أبدع ما أخرجته العمارة الإسلامية.


شارك المقالة: