العناصر المعمارية في مدينة الرياض المحصنة:
لقد وصف زاهر عثمان أسوار المدينة وبوابتها: يحيط بالمدينة سور من جميع جهاتها، يختلف ارتفاعه من مكان إلى آخر، ويترواح ما بين عشرين أو ثلاثين قدماً في الارتفاع، ويحمي السور خندق وحواجز تمتد على امتداد السور، ولمدينة الرياض اثنتا عشرة بوابة، خمس منها تصل إلى جهة الشرق وفيها بوابة الرياض الرئيسية المؤدية إلى طريق الإحساء، وثلاث بوابات في الجهة الشمالية وثلاث في الجهة الغربية واثنتان في الجهة الجنوبية، والبوابة الرئيسية تفضى مباشرة إلى الشارع الرئيسي الممتد بشكل مستقيم إلى أسواق المدينة وقصر الحكم.
كذلك فإن سور المدينة قد اشتمل على بعض الأبراج، حيث أشار ابن بشر إلى ذلك، بذلك فإن مدينة الرياض تكون قد أحيطت بسور من جهاتها الأربع، يتخلل هذا السور عدد بير من البوابات نظراً لاتساع المدينة وتقسيماتها الداخلية العديدة مع وجود بوابة تؤدي مباشرة إلى أسواق المدينة وقصر الحكم، فضلاً عن تدعيم تلك الأسوار والبوابات بالعناصر التي تكفل حمايتها، فشيدت الأبراج التي كانت تكفى للمرابطة داخلها والتي ربما أخذت هيئتها عدة طوابق، وامتازت بالهيئة الاسطوانية كما وجدت في الدرعية التي لا تبعد عنها كثيراً.
ميزات العناصر المعمارية في المدينة:
زودت الأبراج والفتحات في هذه المدينة بالمزاغل والطرمات لإلقاء المواد الملتهبة على الأعداء، وفي المنطقة الشرقية نجد أيضاً أسوار مدينة الهفوف قد شيدت من اللبن مع تدعيم هذه الأسوار بأبراج اسطوانية كبيرة الحجم تتوسط الأسوار، وأخرى ركنية بذات الهيئة وهذه الأبراج أيضاً شيدت من اللبن وغطيت بالطين، وزودت بعدة فتحات لإطلاق النيران، كذلك عنصر الطرمة السابق الإشارة إليها كوسيلة لإلقاء المواد الملتهبه على الأعداء.
كذلك فإن بعض الأبراج قد أخذت قاعدة مصمتة من أسفل ثم شيد أعلى القاعدة جدار البرج المخصص لأعمال المراقبة والدفاع، والواقع أن هذه الأبراج تتشابع مع تلك العمائر التي اشتملت عليها مناطق المملكة العديدة والخاصة بالدفاع والمراقبة مثلما وجدنا في قلاع الإحساء وتاروت والتي شيدت في نهاية القرن التاسع عشر، ومن قبلها قلعة تاروت البرتقالية التي تأثرت بالطراز العام للأبراج في الجزيرة العربية، وبذلك فإن أسوار الهفوف وأبراجها تعود أيضاً للفترة ذاتها.