الحليات المعمارية المجسمة:
تم استخدام الزخارف المسطحة من القاشاني في العمارة الإيرانية الإسلامية، ومن الواضح أنهم تجنبوا استخدام الحليات المجسمة مثل العمارة الأوروبية والهندية، وتم استخدام هذه الزخارف المسطحة في تزيين الجدران والتي اكسبت المباني الوضوح والبساطة والاتزان، كما زادت العمائر الإيرانية الجمال مع الاعتدال، وعند مقارنتها بالعمائر الهندية الإسلامية نجد هناك فرق كبير، حيث كانت العمائر الهندية مثقلة بالزخارف المجسمة والبارزة التي كانت تبعد المبنى عن البساطة وتعطيه منظراً من الاضطراب والتعقيد.
الزخارف الجصية الإيرانية:
منذ العصر الساساني أتقن الإيرانيون في استعمال الزخارف الجصية، حيث نرى الآن بعض الزخارف الجصية الموجودة في متحف برلين التي تم الكشف عنها من قبل البعثة الألمانية في أطلال المدائن الإيرانية، أما في العصر الإسلامي فقد أبدع المعماريون في استخدام الجص، ومن أفضل الأمثلة على ذلك الزخارف الموجودة في عقود جامع نايين والتي كانت مصنوعة من الجص، ويعد هذا المسجد من أقدم المساجد الموجودة في إيران والتي ما زالت موجودة حتى هذا اليوم.
كما تميزت زخارف الجامع نايين باستخدامها الزخارف الهندسية ورسوم النباتات التي صنعت من الجص، والتي تشابه الزخارف الموجودة في العصر العباسي، كما وصلتنا زخارف على أشكال حيوانية وآدمية ترجع إلى عصر السلاجقة في إيران، وكانت معضمها زخارف جصية، وهي ذات قيمة فنية عظيمة.
أما في القرن الثامن الهجري فقد أبدع المعماريون الإيرانيون في الزخارف الجصية في العمائر الإسلامية، حيث صنعت محاريب المساجد من الجص ذي زخارف دقيقة وتحتوي على عناصر كتابية تزيده بهجة ورونق، ويعد محراب الجايتو في المسجد الجامع بأصفهان من أعظم المحاريب الذي بني في عام 1310 ميلادي.
ولم تحتوي الزخارف الجصية الإيرانية على الروح الألية المملة التي كانت تسود الزخارف المطبوعة؛ وذلك لأن الفنايين الإيرانيين كانوا يحفرون الرسوم في الجص ولا يطبعونها في قوالب مثل الزخارف التي كانت توجد في الأندلس وفي بعض الأقطار الإسلامية.
أما بالنسبة للأشكال الزخرفية الجصية الإيرانية فقد تنوعت بين أشكال الفروع النباتية والأوراق وبين الرسوم الهندسية مثل المثمن والمثلت والدائرة والمعين، كما احتوت الزخارف على أشرطة من الكتابة الكوفية، وقد تميز مسجد قزيون في إيران بأنه من أغنى المساجد الإيرانية بالرسوم الجصية.
أما بالنسبة للزخارف بين القرن العاشر وبين القرن الثاني عشر بعد الهجرة وصل الصناع الفنانون في إيران إلى استخدام الزخارف المصنوعة من الجص في البيوت وفي القصور مع تلوينها، فأصبحت مثل الصفحات المذهبة والرسوم في المخطوطات.