الزوايا في العمارة العثمانية

اقرأ في هذا المقال


مفردها زاوية وتعني لغوياً ركن البناء؛ لأنها جمعت بين قطرين منه وضمت ناصيتين، ومن ثم أطلق هذا اللفظ في البداية على الحلقات العلمية بالجوامع الكبرى، ومنها زوايا العلم بجامع عمرو بن العاص كزاوية الإمام الشافعي والزاوية المجدية والزاوية الصاحبية وغيرها، وقد أوقفت على هذه الزاويا بعض الأوقاف مما كان له أثره الكبير في استمرارها في أداء رسالتها العلمية.

خصائص الزوايا في العمارة العثمانية:

وتطورت الزوايا بعد ذلك لتصبح منشآت مستقلة لكل منها مصلى أو مسجد وأماكن للإقامة بالإضافة إلى الملحقات، وكانت مسكناً للصلحاء من الشيوخ ممن يشتهر أمرهم، حيث يتجمع حولهم تلاميذهم ومريديهم وهم غالباً من الفقراء، بالإضافة إلى العابرين وأبناء السبيل، وكان شيخ الزاوية يتولى الوعظ والإرشاد لمن يتردد على الزاوية أو يقيم فيها.

وكانت بعض الزوايا تنشأ لأفراد من الصلحاء وتحمل أسماء أو منشئيها، ومن أمثلة ذلك زاوية الشيخ خضر وزاوية ابن منظور وزاوية الحلاوي وزاوية نصر وزاوية الشريف مهدي وغيرها، ومنها الزاوية المعروفة بقبة النصر كان يسكنها الفقراء الأعجام أيضاً، ومن هذه الزوايا في العصر العثماني زواية حسن الرومي، وقد خصصت لطائفة العجم، كما اشترط الواقف فيها أن يستقروا فيها على الدوام، وإذا أراد أحد هؤلاء الأعجام العشرة أن يخرج لطلب العلم على مشايخ الأزهر سُمح له بذلك؛ بحيث لا تفوته صلاة الظهر بالزاوية، وكان الواقف قد وقف هذه الزواية مسجداً لله تعالى تقام فيه الصلوات الخمس المعهودة.

وقد استخدمت بعض الزوايا كمسجد تؤدي فيه الصلوات الخمس المفروضة ومنها: زاوية الخدام التي كانت منزلاً للخدم الأحباش، وأصبحت مسجداً له إمام ومؤذن وقومه، ومنها أيضاً زاوية البراشمة التي كانت توجد بخط المصنع بالقلعة وغير ذلك.

ومن المعروف أن مساجد الصلوات الخمس كانت كثيرة سواء في مصر أو في القاهرة، ويؤكد ذلك ما ذكره (القلقشندي) بقوله (وأما مساجد الخمس فكانت على العدد الذي لا يحصى لكثرتها وخطط القضاعي شاهدة بذلك)، ومثل هذه الزوايا كانت لا تحتوي على منبر ولا مئذنة، ومن ثم كان المؤذن على بابها أو من الشرفة التي تعلو مدخلها الرئيس، ولا يزال لفظ الزاوية يطلق حتى الآن على المساجد الصغيرة أو المصليات في جميع أنحاء مصر.


شارك المقالة: