العمائر الإسلامية الباقية في أوروبا العثمانية

اقرأ في هذا المقال


وصف العمائر الإسلامية الباقية في أوروبا العثمانية:

إن نسبة كبيرة (95%) من التراث العمراني الهائل والمكثف الذي شهدته العديد من المدن الأروربية إبان العصر العثماني قد أصحبت أثراً بعد حين، وبالتالي فقدت وضاعت إلى الأبد، ومن جهة ثانية فإن النسبة القليلة الباقية (5%) ليست كلها بحالة جيدة من الحفظ مما دعا الكثير من المحتصين إلى المطالبة بضرورة الصيانة والترميم العاجلين وتدبير الأموال اللازمة لذلك، حتى يمكن المحافظة على ما تبقى من ذلك التراث الخالد، ولا سيما في العديد من المدن الأوروبية خارج تركيا.
وعلى الرغم من ذلك نستطيع القول بأنه يمكن أن نتعرف من خلال النسبة القليلة الباقية على طرز العمائر المختلفة دينينة أم جنائزية أم مدنية أم حربية وأنماطها المتعددة، سواء من حيث التصميم المعماري ومفرداته المنتوعة، أو من حيث العناصر المعمارية والنقوش الكتابية والزخرفية بجميع مفرداتها أيضاً.

خصائص العمائر الإسلامية في أوروبا العثمانية:

يمكن القول أنه يمكن من خلال مشاهدات الرحالة المسلمين وبخاصة الترك منهم مثل اولياجلبي من جهة، ومشاهدات الرحالة الأروربيين ولوحاتهم من جهة ثانية، ودراسات العلماء أتراكاً كانوا أم أجانب للعديد من العمائر قبل اندثارها وفقدانها وما تحتوي عليه تلك الدراسات من رسوم هندسية؛ (مساقط وقطاعات وواجهات) وصور فوتوغرافية من جهة ثالثة أن نتعرف على مدى انتشار وشيوع تلك الطرز بأنماطها وفرداتها المتعددة والمنتوعة.
وبالتالي نستطيع أن نحيط إحاطة شاملة بجميع الخصائص والسمات التي كانت تميز طراز العمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية لمدة تزيد عن خمسة قرون، وهو الأمر الذي يمكننا أن نرسم صورة صادقة، تكاد أن تكون حية لملامح الطراز سواء من حيث مدى ارتباطه بالطراز الأم في تركيا نفسها (الجزء الآسيوي)، أو فيما إذا كان منقولاً نقلاً مباشراً عنه أو فلنقل نسخة مكررة منه أو من حيث مدى بروز شخصيته المستقلة وطابعه المحلي الخاص به على النحو الذي حدث في العديد من الولايات العثمانية الأخرى ولاسيما في البلاد العربية أو من حيث الجمع بين هذه وتلك.
أو من حيث بعض ملامح التطور أو الابتكار التي لا نجد لها في العمارة العثمانية في الأناضول بل وحتى في العمارة العثمانية في الولايات العربية.


شارك المقالة: