وصف العمائر الدينية العثمانية:
تحتل العمائر الدينية المكانة الأولى والمقام الأسمى بين أنواع العمائر الإسلامية الأخرى كما هو معروف، ولذلك حضيت بدراسات عديدة ومتنوعة من قبل العلماء والباحثين العرب والأجانب على حد سواء، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى أن العاطفة الدينية والرغبة في التقرب إلى الله تعالى سبحانه وتعالى التي صاحبت إنشاء هذه العمائر كانت من أهم العوامل التي ساعدت على بقاء الكثير منها بحالة جيدة حتى الآن.
وهو الأمر الذي يمكن في ضوئه دراسة طرز هذه العمائر وتخطيطها من جهة، ودراسة وحداتها وعناصرها المعمارية والزخرفية من جهة ثانية ودراسة الأوصول والمصادر والتأثيرات المتبادلة من جهة ثالثة.
وتحتفظ مصر بعدد كبير من العمائر الدينية التي ترجع إلى العصر العثماني، وتتركز غالبية هذه العمائر في القاهرة أولاً ثم في فوه ورشيد ثانياً، أما البقية الباقية فنراها منتشرة وموزعة في عدد من المدن والقرى المصرية في الوجهين القبلي والبحري.
وبالنسبة لعمائر القاهرة الدينية خلال المرحلة الأولى فقد شيد بعضها وفق الطراز العثماني الوافد سواء من حيث التخطيط المعماري أو من حيث بعض العناصر المعمارية والزخرفية، أما غالبية عمائر القاهرة الدينية التي شيدت وفق الطراز المصري المحلي (طراز القاهرة) سواء من حيث التخطيط المعماري أو من حيث الملحقات كالقبة والمدفن والسبيل ومكتب السبيل وحوض السبيل، أو من حيث العناصر المعمارية والزخرفية سواء في الواجهات كالمداخل والعقود والمآذن والشرفات والقباب أو في الداخل كالمحاريب والمنابر والأرضيات والأسقف.
خصائص العمائر الدينية العثمانية في مصر:
أما العمائر الدينية الباقية في المدن والقرى المصرية الأخرى فهي وإن كانت قد شيدت كلها وفق الطراز المصري من جهة، إلا أنها من جهة ثانية تعكس لنا وتبرز خصائص وسمات كل من الطرازين الفرعين اللذين انبثقا عن هذا الطراز الأم وهما طراز الصعيد وطراز الدلتا، وتتجلى هذه الخصائص والسمات في بعض الوحدات والعناصر المعمارية والزخرفية مثل: شيوع استخدام الطوب المنجور والملون واستخدام الحجر الأبيض بالزخرفة، كذلك تعددت أنماط المآذن والقباب، كذلك تم استخدام الخظ الكوفي الذي كان ينقش على الآجر.
كذلك يُعد استخدام الأروقة بالمساجد والجوامع مثل جوامع الإسكندرية ورشيد وغيرها، إلى جانب تعدد المحاريب في جدار القبلة.