اقرأ في هذا المقال
أثر العوامل الاجتماعية على النمط المعماري اليمني:
إن مراحل التطور المتعددة بدأت من عهد السبئيين وحتى العصر الحديث مروراً بالحضارة الإسلامية، التي مازالت من أهم المؤثرات بجانب الحضارة العربية المعاصرة على الحياة الاجتماعية والسكن بشكل خاص، فإن العوامل الاجتماعية المتمثلة في العادات والتقاليد كان لها أثر كبير في تحديد شكل النمط والوحدة المعماري على شكل مجموعات.
حيث كان العامل الأساسي في تطوير الوحدة خلال الفترة الماضية نابعاً من العادات والتقاليد النابعة من العقيدة الإسلامية، ولهذا كان اليمنيون شديدين الحرص على إنجاب الأبناء والرغبة في الإكثار منهم، حيث تميزت الأسرة اليمنية بالترابط الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة، لهذا تم مراعاة هذا في الوحدة السكنية ومرونة التصميم وخاصة التوسع الرأسي.
ومن الملاحظ أن الأسرة اليمنية أكثر ترابط في الناحية الاجتماعية لدرجة أن سكن الآباء والأبناء والأحفاد في سكن واحد، حيث حتمت هذه العلاقة القوية بينهم على الاحتياج إلى وحدات سكنية كبيرة واختير النمط الرأسي الذي يساعد على استغلال مساحة الأراضي.
كما أن من العادات والتقاليد التي لازمت الإنسان اليمني طيلة تاريخه الطويل حجب جناح النوم بحيث يتمتع بخصوصة كاملة، وكذلك ميله إلى استقبال الضيوف في مكان خاص بهم بعيداً عن أفراد الأسرة، كذلك اليمنيون ميالون بطبيعتهم إلى التستر في حياتهم وأعمالهم، لذلك تعتبر الخصوصية من العناصر الهامة التي تم توافرها في الواحدات السكنية، سواء كانت خصوصية داخلية أو خارجية، لذا تأثرت الوحدة السكنية المعمارية بالعادات والتقاليد اليمنية.
طرق تحقيق الخصوصية في العمارة اليمنية:
- الخصوصية الخارجية: تمت الخصوصية الخارجية عن طريق تقليل الفتحات عدداً ومساحة، كذلك التوجيه إلى الخارج وإلى الداخل بحسب طبيعة المنطقة ومتطلبات المناخ، كذلك تم تحقيق الخصوصية الخارجية عن طريق تجنب الواحدات المعمارية المتوازية والمتقابلة والتحكم في ارتفاعات ومناسيب جلسات النوافذ المتقابلة.
- الخصوصية الداخلية: تتمثل في فصل الجزء المخصص للحياة الأسرية الخاصة وما يلحق به من خدمات خاصة وهو مسمى بطابق النوم عن الجزء الذي يرتاده الغرباء وهو المسمى بطابق الاستقبال، بحيث لا يمكن النظر أو السمع وهذا ما أكدته العوامل الدينية، حيث يعتبر العامل الديني عامل أساسي في نمط الوحدة السكنية.