ميزات الغرف في المساكن الجزائرية الإسلامية:
تمتاز الغرف في المسكن الجزائري الأصيل باستطالتها وبساطتها، فهي تأخذ مساحة أضلاع المسكن، ورغم طولها المبالغ فيه نجدها تتركب ممّا يلي: باب في الوسط على جانبيه نافذتان كبيرتان مسيجتان بالحديد بنمط تعامد الأعمدة، تربطها مكعبات ذات سطوح متعددة أو مكعبات طبعت عليها أزهار.
وهذا النسيج مفروض على السكان رغم أن النوافذ تطل على الصحن، إذ لا توجد نوافذ في الجدران المواجهة على الشارع، وفي الجدار المقابل للنوافذ من داخل الغرفة شكلت خزانتان جداريتان ذات عقود متساوية كعقود مقاعد السقيفة، كذلك جعلت خزائن جدارية فوق النوافذ كامتداد لها حتى تكون في مستوى علو الخزائن الجدارية الموازية لها، وهي الأخرى ذات أبعاد متساوية تماماً.
زخرفة الغرف في المساكن الجزائرية:
وتمتاز الغرف من جهتها بالأثر الفني في كل جدرانها وسقوفها، ففي جدرانها السفلية كسيت بالمربعات الخزفية المنسوبة إلى مختلف أوروبا، بينما الجزء الباقي منها حفرت عليها بالزخرفة الجصية، غلبت عليها الزخرفة الهندسية وزخرفة العرانيس المتشابكة أو بالدوائر المتشابكة والمزودة باللفائف والأشرطة الرفيعة وغيرها من الزخارف البسيطة التي تضفي على الغرف مسحة من الفن الأصيل، تطوقها أشرطة ونطاقات تتضمن اليمن والبركة والعافية.
كما تزدان سقوفها بمختلف التصوير المتضمنة مختلف المواضيع الزخرفية المستمدة من مختلف العناصر النباتية والهندسية، وتسامى الفنان بها إلى أعلى درجات النضوج الفني، خاصة منها مواضيع المنمنمات ذات العناصر الدقيقة والرشيقة الملفتة ذات اليسار وذات اليمين، والمبالغ في تدويرها بنمط التقابل المزري الذي يعطي صفة التناظر والتماثل الكلي رغم انطلاق الفنان من نقطة أو من مركز واحد.
ولم يقتصر الفنان على زخرفة الرقش المعقدة بل زاد عليها الأطباق النجمية أو أقراص من محور أشعة مستقيمة أو منحنية، يزيد عليها عناصر توريقية قوامها ورقة الأقنشة الكلاسيكية، وقد زاد في أبهة الغرف قوة الألوان الصاخبة المطبقة على العناصر الزخرفية المذكورة، فغالباً ما اتخذ الفنان اللون الأخضر الفاتح أو الأوراق الباهتة والخطوط المتموجة بين اللون الأصفر المذهب.
والعنصر الذي أضفى رونقاً وجمالاً على الغرفة هو الشمسية ذات التخريم المعبر لمختلف المواضيع الزخرفية النباتية والهندسية والكتابية، وقد طعمت تلك التخاريم بقطع الزجاج الملون وفق طبيعة العنصر نفسه.