القباب التي تكسوها التضليعات

اقرأ في هذا المقال


من النماذج الباقية التي كسيت بهذا الأسلوب كل من قبة سيدي عقبة وقبة الشاطبي بالقاهرة، وفي قبة سيدي عقبة نجد أن الضلوع البارزة تحصر فيما بينها قنوات مستطيلة غائرة وتعد أمثلة هذا النوع من الضلوع قليلة في القباب المصرية الإسلامية، ومنها قبة تتكزبغا 764 هجري وقبة اينال اليوسفي بالخيامية، ويلاحظ أن الضلوع في هذه القبة الأخيرة تبدأ من أسفل بمبمات بارزة أيضاً.

خصائص القباب التي تكسوها التضليعات:

أما في قبة الشاطبي فنجد أن الضلعوع تحصر فيما بينها تخويصات رفيعة، ومثل هذا الأسلوب كان هو الأكثر شيوعاً في زخارف القباب المضلعة الباقية خارج القاهرة ومنها قبة الخزرجي وقبة الأمير جاويش.

والقباب المعروفة بالعراقية بادكو وهي من نوع التضليعات الضيقة المنفذة بهندسة متقنة على حد قول العلامة حسن عبد الوهاب، وكذلك بعض قباب رشيد ولمن مع تفاوت في سمك التضليع بظاهرها كما هو الحال في كل من قبة الصامت وقبة محمد العباسي وقبة أبو الريش، وتقتصر زخارف بعض قباب رشيد الأخرى على التضليعات فحسب ومنها قبة الشيخ عبد العال وقبة أبو مندور وغير ذلك.

كذلك تجدر الإشارة إلى أن بعض قباب مدافن الطراز العثماني الدارسة كانت تكسوها أيضاً التضليعات سواء كانت متصلة أو منفصلة، كما يستدل على ذلك من بعض لوحات الرحالة، ومن النماذج المتميزة لهذا الأسلوب الزخرفي خارج مصر قبة مجير الدين الحنبلي بالقدس الشريف، والتي يمكن أن نعتبرها صدى لطراز بعض القباب المصرية في العصر المملوكي سواء بمدرسة أم السلطان شعبان أو من حيث نواصي منطقة الانتقال التي اتبعت أسلوب الانحناءات والنتوءات الذي عرفته القباب القاهرية خلال العصر المملوكي الجركسي، ثم بعض قباب مدافن الطراز العثماني بالقاهرة أيضاً.

وعند تأصيل هذا الأسلوب من زخارف القباب نجد أنه قد عرف في العمارة الإسلامية عامة منذ وقت مبكر، حيث ترجع أقدم أمثلته الباقية إلى أواخر العصر الأموي، أما العمارة المصرية الإسلامية السائدة فلم تعرف هذا الأسلوب في ضوء الأدلة الأثارية المتوفرة حتى الآن، إلا في العصر الفاطمي، ومنذ هذا الوقت ظل هو الأسوب السائد والوحيد في زخارف القباب حتى أواخر عصر المماليك البحرية، بل واستمر خلال عصر المماليك الجراكسة رغم وجود أساليب أخرى جديدة ومتنوعة.


شارك المقالة: