كان المسجد الحرام لا يتسع لأكثر من 50 ألف مصل عندما بدأت التوسعة السعودية الأولى، وكانت بيوت الأهالي ملاصقة لجدار الحرم، كما كانت المسعى مسقوفة بسقف مقوس من ألواح المجلفن المموج، وفي عام عا 1345 هجري أمر الملك عبد العزيز بإزالة النواتيئ الخارجية في شارع المسعى، كما أمر برصفها فأصبح الشارع مستقيماً، وهو أول شارع رصف في مكة المكرمة بل في المملكة العربية السعودية قبل توحيدها، وأول مرة رصف شارع المسعى من الصفا إلى المرة منذ فرض الله تعالى على المسلمين الحج بل منذ سكن الحجار بعناية الملك عبد العزيز.
وصف الكعبة المشرفة:
هي أول بيت مبارك وضع للناس، ويقع هذا البيت أو البناء في قلب الحرم المكي، وسمي البيت العتيق بالكعبة لتكعيبها أو تربيعها، وقد بنيت الكعبة اثنتي عشرة مرة حسب ما ذكره المؤرخين وهي: بناء الملائكة وبناء آدم عليه السلام وبناء شيت وبناء إبراهيم عليه السلام وبناء العمالقة وبناء جرهم وبناء قصي وبناء عبد المطلب وبناء قريش وبناء جرهم وبناء الزبير ووبناء الحجاج وبناء السلطان مراد خان العثماني.
ومنذ أن بنى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت الحرام أصبح الإجماع منعقداً على قدسية الكعبة من قبل المؤمنين والمشركين والوثنيين مع اختلافهم في الشعائر، وظل البيت مثابة الناس إلى أن طهر آخر الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) الكعبة من الأوثان.
والكعبة بناء مجوف من الداخل يبلغ ارتفاعه حسب بناء إبراهيم تسعة أذرع، ولما بناها إبراهيم عليه السلام جعل لها بابين ملتصقين بالأرض، أحدهما من الشرق والآخر من الغرب ولم يجعل للكعبة سقفاً كما لم يصنع للمدخلين أبواباً، كما حفر في داخلها بئراً لتكون خزانة لهداياها وعمق البئر هذا ثلاثة أذرع.
وكانت حجارة بناء إبراهيم من خمسة جبال هي: طور سيناء ولبنان طور زيتاء والجودي وحراء، وكانت الملائكة تأتيه بالحجارة من تلك الجبال، وجعل إبراهيم للكعبة ركنين فقط هما: الركن اليماني الركن الأسود (الحجر الأسود)، أما بقية الأركان فقد جعلها مدورة نصف هلالية وجعل ارتفاع الكعبة تسعة أذرع ولم يساوي بين أضلع الكعبة، فعرض الذي فيه الميزاب اثنان وعشرون ذراعاً وعرض الجدار المقابل له عشرون ذراعاً، أما وجه الكعبة فعرض جداره اثنان وثلاثون ذراعاً وعرض الجدار المقابل له واحد وثلاثون ذراعاً.