ميزات المسجد الأقصى:
يعد المسجد الأقصى من أهم العمائر التي شيدت في العصر الأموي، بدأ الأمويون في تشييد مساجد تضاهي وتتفوق على عظمة الكنائس المعمارية، ولعل ذلك مرده أن أغلب الناس تفكيرهم مادي بسيط يعجز عن التخيل، وقد كثر الداخلون في الإسلام من العجم والروم وغيرهم من الأمم، ونرى أنه حرصاً من الخلفاء الأمويين (وجلهم تابعيون وكثير منهم فقهاء) على تثبيت الإيمان في قلوب الجدد من المسلمين الذي كانوا يرون وينبهرون بزخارف معابدهم وكنائسهم ويخضعون لعظمتها.
فأبدلوهم عظمة بعظمة مع الالتزام والتمايز بأحكام الشرع في ذلك من عدم إسراف أو تصوير ذوات الأرواح، وقد كانت ولا زالت تلك العمائر الدينية فخر الأمة الإسلامية عبر العصور، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى.
ويورد ألفي كلاماً مشهوراً ممجوجاً مفاده أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة ليصرف الناس عن الحج، وهو كلام مردود، وقد نقضه أستاذنا أحمد عابد الموسوم بآثار فلسطين، ويكفي أن عبد الملك كان تابعياً وكان فقيهاً بل كان يسمى (حمامة المسجد)، وهو اول من سن القيام بين الظهر والعصر للصلاة.
خصائص المسجد الأقصى:
المسجد الأقصى تغير شكله عدة مرات فقد أنشئ أول مرة في عهد الفاروق (رضي الله عنه)، كما أعيد بناؤه زمن عبد الملك واستخدم الأعمدة البيزنطية التي كانت فيه، وقد أعاد المنصور العباسي 141 هجري بناؤه واستمرت التجديدات حتى تعذر نسبته للطراز الأموي، وقد جدده الظاهر الفاطمي 1035 ميلادي.
أما من حيث الزخارف فقد تم استخدام الزخارف الجصية بالحفر العميق ووضوح الأشكال الزخرفية وبروزها عن الخلفية وقرب وحداتها للطبيعية، كما تميزت هذه الزخرفة في البعد عن التصوير الحسي لقدسية العمائر، وكان ذلك عكس القصور التي امتلأت بتلك الصور، إلى جانب ذلك فقد ظهرت البراحة في التدرج اللوني حتى التلاشي ليبدأ لون جديد بانتقال سلس غير صادم وتوزيع الأضواء والظلال، كما هو واضح في رسوم قصر عمرة وفي قصر هشام، حيث إنها تحتوي على فسيفساء شجرة الحياة، كما ظهر التصوير الخرافي والتصوير الرمزي الذي كان يرمز على قوة الدولة الأموية وسيادتها.