تطور البناء حول الكعبة المشرفة:
كان المسجد الحرام منذ عهد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام عبارة عن فسحة حول الكعبة، فلا دور ولا جدار حولها ، حيث كانت قبائل مكة تسكن في الشعاب احتراماً للكعبة وتعظيمها لشأنها، فلما آل الأمر إلى قصي واستولى على مكة ومفتاح الكعبة من خزاعة بعد حروب طويلة، أمر قومه من بطون قريش أن يبنوا مساكنهم في مكة وحول الكعبة حتى تهابهم الناس ولا تستحل قتالهم، فبدأ هو أولاً ببناء دار الندوة.
وهكذا بنت قريش دورها حول الكعبة وتركت مقدار للطائفين وشرعت أبوابها نحو الكعبة، وتركوا بين كل دارين طريقاً أو شارعاً وفيه باب يؤدي إلى المطاف، كما جعلوا ارتفاع الدور أقل من ارتفاع الكعبة، وسمي من بنى بيوتاً حول الكعبة من قبائل قريش (قريش البواطن).
ومع كثرة النسل والسكان اتصلت الدور بشعاب مكة في العصر النبوي وحدود المطاف في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وعصر أبي بكر من الجهة الشرقية بئر زمزم وباب بني شيبة ومن الجهة الغربية حافة المدار الذي عليه الأساطين النحاسية التي تعلق عليها القناديل أو المصابيح الكهربائية الواقعة بين مدار المطاف ومقام المالكي، ومن الجهة الشمالية حافة المدار الذي عليه الأساطين المعلقة بها مصابيح الكهرباء الواقعة بين مدار المطاف ومقام الحنفي، يحدها من الجنوب الأساطين المذكورة الواقعة بين مدار المطاف ومقام الحنبلي.
مكونات الحرم المكي:
يتكون الحرم من: الكعبة والمطاف وبئر زمزم ومقام إبراهيم والمنبر والمقامات الأربع والسدة التجارية أو المكبرية والمظلات والحصاوى والأساطين والمزولة أو الساعة.
يعتبر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أو من أقام حائطا حول الكعبة بعد أن كانت البيوت تحيط بها من جميع جوانبها ويفصل بين البيوت ممرات لتوصل الساحة المتروكة حول الكعبة بالمطاف، مر المسجد الحرام بعدة توسعات قبيل التوسعة السعودية وكانت أخرها توسعة السلطان سليم عام 980 هجري، ورغم الأصلاحات التي تمت بعد ذلك على فترات متفاوتة إلا أن المبنى بشكل عام بقي على حاله إلى أن دخل الملك عبد العزيز مكة المكرمة، حيث كانت أطوال الأضلاع الخارجية للمسجد الحرام لا تزيد عن 192×194 متر مربع.