وصف المشافي العربية الإسلامية:
من مفاخر الحضارة الإسلامية تلك المنشآت المعمارية الهامة التي عرفت بالبيمارستانات أو المشافي، حيث احتوت المدن الإسلامية القديمة على عدد كبير من البيمارستانات لمعالجة المرضى والتي احتوت على العديد من الأطباء، والبيمارستان كلمة فرنسية مركبة من كلمة بيمار تعني المريض أو المصاب وستان بمعنى الدار، فهي إذاً بمعنى دار المرضى ثم اختصرت في الاستعمال فصارت مارستان كما ذكر الجوهري في صحاحه.
والبيمارستانات كانت مستشفيات ومدارس للطب، وقد عرف المسجد هذه الوظيفة في عهد النبوة، فقد ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) خيمة في مسجده لإيواء الجرحى في الغزوات، وقد ورد في السيرة أن الرسول قد جعل سعد بن معاذ الذي جرح في غزوة الخندق في خيمة لإمرأة يقال لها رفيدة تداوي فيها الجرحى تدعى خمية رفيدة.
وأول من أنشأ هذه المؤسسات الصحية كمنشأة معمارية مستقلة هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، فقد ذكر أن أول من بنى البيمرستان في الإسلام “دار المرضى” هو الوليد بن عبد الملك، حيث جعل في البيمارستان الأطباء وأجرى لهم الأرزاق وأمر بحبس المجذومين لئلا يخرجوا.
وكانت هذه المؤسسات ذات وظيفة صحية إنسانية وتعليمية بوقت واحد، وذلك أن البيمارستان شأنه شأن المشافي الجامعية، حيث يوم الأطباء المشرفون فيه على تعليم الطب والصيدلة إضافة لمعالجة المرضى، كما كان الأمر في البيمارستان النوري في دمشق وحلب.
خصائص المشافي العربية الإسلامية القديمة:
قد برع في المشافي الإسلامية أطباء أفذاذ أمثال الفارابيوابن سينا وأبي بكر الرازي، كما برز الطبيب ابن النفيس في البيمارستان النوري بدمشق والذي أشرف على التعليم فيه، كما أشرف الطبيب ابن أبي الوقار على البيمارستان النوري في حلب، ولا بد أن ننوه أنه قد خصصت قاعة في البيمارستان للنساء كما في البيمارستان النوري في دمشق.
وكان ينفق على هذه المؤسسات الطبية عن طريق الأوقاف التي تنوعت وشملت أمور كثيرة، حيث كانت البيمارستانات في أول عهدها وإلى زمن طويل مستشفيات عامة تعالج فيها جميع العلل والأمراض من باطنية وجراحية، إلى أن أصابت هذه البيمارستانات الكوارث فأصبحت فقط للمجانين، فصارت كلمة بيمارستانات إذا سمعت لا تنصرف إلا مأوى للمجانين.