الصحن في بيت الصلاة:
بعض هذه المساجد الصغيرة زودت بصحن مكشوف محاط برواق أو أروقة، أبعاد هذا الصحن عادة نفس المساحة المخصصة لبيت الصلاة، ومن هذه المساجد: مسجد ابن الطيف والماعزي وعمورة محمد فلمنك بطرابلس، وكقاعدة عامة يشغل رواق أحد الجوانب الذي عادة يسقف بقبو برميلي متقاطع يحوي حماماً ومراحيض وميضأة.
المئذنة في بيت الصلاة:
من الطبيعي أن أغلب هذه المساجد الصغيرة لم تزود بمآذن؛ لأنها مساجد أوقات ويمكن أن تصنف إلى العناصر التالية: المساجد التي لم تزود بأي نوع من أنواع المآذن، ومن هذه المساجد: سيالة وابن طابون والمفتي، ويؤدي المؤذن الأذان واقفاً أمام المسجد أو في الردهة الواقعة بين بيت الصلاة والشارع، وهذه المساجد غالباً تقع بين أزقة ضيقة وفي مناطق سكنية مكتظة وأحياء تجارية، ويجتمع القاطنون بالقرب منها للصلاة اليومية بدون أن يتركوا أحياءهم وينتقلون إلى المساجد الجامعة والتي تكون بعيدة نسبياً عن مناطقهم السكنية، وهذه المساجد لم تزود كذلك بمنابر باستثناء جامع سيالة الذي زود بمنبر، وتقام فيه صلاة الجمعة، إلا أنه أزيل من الوجود، وهو من أكبر المساجد ذات القبة الواحدة.
المساجد التي زودت بمآذن ومنها جامع الباشا بالخمس، فقد زود بمئذنة مثمنة الشكل لها شرفة واحدة محمولة على طبقين من الحنايا الصغيرة المعقودة، الطبقة السفلى بها 32 حنية بواقع 4 حنايا لكل من أضلاع الشرفة المثمنة والطبقة العليا بها 40 حنية بواقع 5 حنايا للضلع، هذا الترتيب المعماري يعطينا شكلاً من أشكال المقرنصات.
وزواية عمورة بجنزور بها مئذنة ذات قطاع مربع مغربية الطراز، يصل المؤذن إلى مدخلها بعد أن يمر بمجموعة من الدرجات التي تقوده إلى سطح الزاوية، ومن هناك يدخل إلى المئذنة التي لها سلك يؤدي إلى قمتها، والمسجد في هذه الزاوية تقام فيها صلاة الجمع، وجامع سيدس المرغني زود بمئذنة على هيئة برج مراقبة.
المساجد التي زودت بمئذنة من نوع المئذنة-السلم، ومنها مسجد ابن الطيف، وهو نوع مميز ولا يقتصر استخدامها في معمار المساجد الصغيرة المسقوفة بقبة واحدة، ولكنها استخدمت في كثير من المساجد التي تسقفها مجموعة من القباب تصل أحياناً إلى تسع قباب أو أكثر.