اهتم كثير من الباحثين برسم مخططات للمسجد النبوي الشريف في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وكان رائدهم في ذلك الكابتن كريزول (Cresweel)، الذي أعد مخططاً رفضه أحمد فكري، وقال عنه أنه من نسج الخيال، وكان في هذا الرفض مما لوحظ من في مخططات كريزول وما تبعه من مخططات كمخطط فريد شافعي ومخطط سعاد ماهر.
الأخطاء التي وجدت في المخططات:
- أنه قصر ظلة مؤخر المسجد على جزء من بلاطة واحدة، تحتل الجانب الشمالي الغربي من المسجد، ومن المعروف أن هذه الظلة كانت بها قبلة المسلمين الأولى بعد تحويل القبلة في السنة الثانية من الهجرة، ولا يعقل أن يكون المسجد قد بقي دون ظلة تحمي المسلمين من الحر والمطر قبل تحويل القبلة، كما لا أظن أن الرسول قد هدم هذه الظلة عند تحويل القبلة إلى الظلة الجنوبية، إلا إذا كانت جدران المسجد كلها قد تعرضت للتغيير عقب تحويل القبلة، وهو احتمال له وجاهته.
- قصرت المخططات المذكورة مقدم المسجد على بلاطتين ققط، ومن المعروف أن ثلاث من اسطوانات الروضة الشريفة التي اكتسبت أسماءها من أحداث وقعت في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، تقع خلف بعضها في خط مستقيم، كما يظهر من النص الذي أورده السمهودي من أن (الاسطوان التي إلى الرحبة في صف اسطوان التوبة مصلى على بن أبي طالب)، ومعنى هذا أن مقدم المسجد كان يتألف من ثلاث بلاطات ومثلها في مؤخر المسجد.
- وضعت بيوت أمهات المؤمنين كلها في الجهة الشرقية من المسجد على امتداد جدار المسجد الشرقي حتى باب جبريل، ورغم تأييد بعض الرويات لهذا الوضع إلا أن الكثير من الرويات تؤيد امتداد بيوت أمهات المؤمنين إلى الجنوب من حجرة عائشة (رضي الله عنها)، ومنها دار حفصة، وقد أدخل بعضها في المسجد النبوي في عمارة الوليد بن عبد الملك بعد اتفاق عمر بن عبد العزيز مع أصحابها على فتح الخوخة المعروفة بخوخة آل عمر، والتي كانت تفضى إلى المسجد الشريف في البلاط الذي يقع أمام الوجهة الشريفة في موقف الزائرين اليوم، ولم تسد إلا في عمارة الأشرف قايتباي للمسجد النبوي سنة 888 هجري.