خصائص الجوامع العثمانية في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


تعدد أنواع المساجد العثمانية في ليبيا، حيث وجدت المساجد ذات المسقوفة بقبة واحدة والمساجد المسقوفة بأربع قباب والمساجد المسقوفة بتسعة وأكثر، أما في فيمت يتعلق بالجوامع التي تسقفها قباب غير متماثلة أو تلك ذات التخطيط المركزي، فإن مصدر الإلهام والتأثير فيها واضح جداً ويمكن تحديد مصدره أنه قادم من أناضوليا.

كما وجدت المساجد ذات القبة الواحدة في زاوية عمورة في جنزور، وكذلك مسجد عمورة محمد فلمنك، هي أقدم الأنواع المؤرخة التي لها قباب كبيرة، قطر كل منها نحو 7.5 متر، وجامع سيالة شيد في 1327 هجري، وجامع الميلادي يمكن نسبته إلى القرن الثامن عشر تسقفها قبتان كبيرتان، وأكبر قبة في أي مسجد ليبي هي قبة جامع الباشا في مدينة الخمس، الذي شيد كذلك في نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، قطر هذه القبة نحو 11.70 متر، وجامع سيدي المرغني شيد في 1820 له قبة كبيرة قطرها نحو 8.5 متر.

إن الإحساس بالضخامة والتعقيد المعماري الإنشائي واضح جداً في كلا المسجدين وإن التركيز على المنطقة الوسطى من بيت الصلاة باستخدام قبة كبيرة مهيمنة وقباب أخرى صغيرة متماثلة تعطي قيمة دراماتيكية معقدة إلى المبنى كما هو الحال في المساجد العثمانية السلطانية التي شيدت في أنوضوليا وإسطنبول.

خصائص الجوامع العثمانية في ليبيا:

نرى صدى لهذا التصميم والتخطيط المعماري لهذه الجوامع السلطانية ينتشر في مناطق مختلفة وكثيرة في الجزائر وتونس وليبيا ومصر والتي توضح مصدر التأثير والإلهام.

وتاريخ المساجد الليبية ذات التخطيط المركزي يشير أيضاً إلى أن المهارة والخبرة في فنون البناء والتشييد في مثل هذه المساجد ذات التخطيط المركزي قد وضعت في محك التجربة في مصر في النصف الثاني من القرن السادس عشر، وفي الجزائر في القرن السابع عشر وفي تونس في نهاية القرن السابع عشر وفي ليبيا في نهاية القرن التاسع عشر، على أن وجود المساجد ذات التخطيط المركزي في ليبيا يعكس رغبة المعماريين وبناة المساجد الليبية في استخدام تصميمات مختلفة لكي يتمشى أسلوبهم ومنهجهم البنائي الإنشائي مع الطراز العثماني العالمي السائد في ذلك الوقت.

وتبنى الأسلوب العثماني للمساجد ذات التخطيط المركزي لم يكن متأثراً فقط بالأسلوب العثماني، ولكن يعكس أيضاً أسلوباً وقيمة للمعمار المحلي، ذلك على الرغم من الحقيقة التي توضح أن تفاصيل هذه المساجد الإنشائية والمعمارية هي أسلوب محلي كان موجوداً ومتجذراً قبل الفترة العثمانية.


شارك المقالة: