خصائص دار الإمارة في الكوفة:
شيد سعد (رضي الله عنه) أيضاً دار الإمارة جنوب مسجد الكوفة إلى جهة القبلة يفصلها عنه شارع ضيق، حيث إنها بنيت لتكون المقر الرسمي للحاكم وفيها بيت مال المسلمين، وقد تعرض بيت المال للسرقة عام 17 هجري، وقد احترقت الكوفة بعد عام من بنائها كما حدث في البصرة حين كانت الدور مبنية بالقصب، وتم تعمير البصرة على أساس مخطط بعثه أبو موسى الأشعري، حيث كان نقلة نوعية اعتمدت كل المدن بعد البصرة وبنيت دورها باللبن والطين المجفف بالشمس وحدث الأمر نفسه في الكوفة.
وبعد حادثة السرقة أمر الفاروق بجعل بيت مال المسلمين ملاصقاً لدار الإمارة؛ ليكون بيت المال تحت أبصار المسلمين رواحاً وغدواً، بنيت دار الإمارة من الآجر والجص بشكل مربع ضلعه 110 متر ويحيط بها سور خارجي ضخم مدعوم بأبراج نصف دائرية عدها 22 برجاً، ويضم داخله فناءاً وقاعات وأواوين ومساكن، وقد تطور هذا البناء عن الأصل الذي كان على هيئة فناء واسع يحتوي على إيوان كبير، يقع في الجهة الشمالية منه وقاعات وغرف ومشتلات أخرى تحيط به من كل جانب.
وقد أظهرت التنقيبات أن لدار الإمارة ثلاثة مداخل، كان يحوطها سور خارجي واسع طول ضلعه 172 متر وعلى أبراج مستديرة أيضاً في كل أركانه عدا الشمالي الغربي لملاصقته بالمسجد، وللسور الخارجي مدخل شمالي واحد، وفي داخل السور الداخلي تقع عشر وحدات سكنية، لكل منها فناء كبير تلتف حوله الغرف مبلط بالآجر والجص، وتطل هذه الوحدات جميعاً على ساحة مركزية وازدهرت الكوفة ونمت بسرعة خصوصاً بعد اتخاذ الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عاصمته لدولته عام 36 هجري.
خصائص مسجد الكوفة:
يبلغ ارتفاع سقف المسجد حوالي 30 ذراع، تحمله الأعمدة مباشرة، كما أن المسجد مربع الشكل طول ضلعه 100 متر وجدرانه مدعمة بأبراج نصف أسطوانية، كما أنه يتألف من بيت الصلاة ومجنبتين ومؤخرة تطل جميعها على صحن الجامع، كما جعل زياد للمسجد مقصورة.
خصائص مسجد الموصل:
بني مسجد الموصل من قبل عتبة بن فرقد السلمي بعد فتحه للموصل في عام 16 هجري، ثم قام بتوسيعه هرثمة بن عرفجة البارقي وجدد دار الإمارة هناك.